استراتيجياتُ وقفِ التهديدات
استراتيجياتُ وقفِ التهديدات
رغم الصورةِ القاتمةِ التي رسمَهَا الكِتاب؛ إلاّ أنَّهُ لا تزالُ هناكَ إمكانيةٌ لتلافي التدهورِ الهائلِ في التنوُّعِ البَيُولوجيِّ؛ من خلالِ تبنِّي جهودٍ سريعةٍ ومكثَّفةٍ بشدةٍ؛ للحفاظ على الأنواعِ المُهدَّدَةِ حاليًا، وتخفيفِ الضغوطِ على أعدادِها، وخاصةً فقدَانَها مواطِنَهَا؛ نتيجةَ السعيِ المفرطِ لتحقيقِ مكاسبَ اقتصادية.
هناك أيضًا بصيصٌ من نورٍ يتمثَّلُ في كونِ القيمِ الثقافيةِ تسيرُ نحوَ بدايةِ التغيير، كما أنَّ تعاونَ الحكوماتِ والمؤسساتِ المعنيَّةِ ومراكزِ الأبحاث؛ يساعدُ على تسهيلِ تنفيذِ القوانينِ الرادعةِ والحفاظِ على التنوُّعِ البَيُولوجيِّ لكوكبِ الأرض.
الفكرة من كتاب الانقراضُ السادس
شهِد عالمُنا خمسَ حوادثَ انقراضٍ كارثية، أطلق عليها العلماءُ اسم “الخمسُ الكِبار”.
اختفاءُ الديناصورات؛ الذي وقعَ منذ أربعةٍ وستينَ مليونَ عامٍ – على سبيلِ المثال – يُعتبرُ حدثَ انقراضٍ واحدٍ من تلك الحوادث.
العلماءُ يعتقدونَ أننا بصددِ مقابلةِ انقراضٍ سادسٍ عظيم، ولكنَّ تلك المرَّةِ لن يكونَ مثلَ أيِّ انقراضٍ سابقٍ تسببت به كوارثٌ طبيعية؛ مثلُ النيازك والبراكين والزلازل.
يُرجِّحُ العلماءُ أن الإنسانَ هو من سيتسبّبُ فى هذا الانقراضِ المعروفِ بـ”انقراض الهولوسين”، وخُطى ذلك الانقراضِ تُسرِع بسببِ الثورةِ الصناعيةِ والتصحرِ وتغيرِ المُناخ، الأمورُ التي بدَّلت بيئةَ الحيواناتِ وزادت حَمْضيّةَ المحيطات؛ فتراجعت نسبُ التنوع ِالبَيُولوجيِّ إلى معدلاتٍ غيرِ مسبوقة.
ولكن ما زالَ هناك أمل، فنحنُ يمكنُنا قلبُ الطاولةِ وإعادةُ التوازنِ البيئي، بعدَ أن نتعرَّفَ على دورِ البشرِ الرئيسيِّ في إحداثِ الخللِ أولًا.
مؤلف كتاب الانقراضُ السادس
“إيلازبيث كولبيرت”: صحفيةٌ وكاتبةٌ أمريكية، لها العديدُ من المؤلَّفات؛ منها كتابُ “ملاحظاتٌ مَيدَانيةٌ من قلبِ الكارثة”، والذي تناولَ تأثيرَ تغيرِ المُناخ، وكتابُ “الانقراضُ السادس”، الذي حَصَلَ على جائزةِ “بوليتزر” عامَ ألفين وخمسةَ عشر، عن الأعمالِ غيرِ الروائيَّةِ العامة.