استجابة التوتر
استجابة التوتر
كلما ازداد فهمك لنفسك ووعيك للتعامل معها بشكل طبيعي ازددت هدوءًا وتركيزًا في حياتك، وعليك أن تعيَ أيضًا أن بداخلك استرخاءً طبيعيًّا تستطيع استخدامه لتقليل استجابة جسدك للتوتر عن طريق الجهازين العصبي السمبثاوي والباراسمبثاوي، وقد تم عمل أبحاث في مجال القلب والأعصاب ووجدوا أن القلب بداخله جهاز عصبي خاص به، وكل مرة يضخُّ فيها القلب يرسل معلومات إلى الجسم، كما أنه يحتوي مركز التحكُّم البدني في إثارة الجهازين السمبثاوي والباراسمبثاوي، حيث يستقبل المخ الدماغي المعلومات من خلال الحواس الخمس، ثم يعيد تفسيرها على هيئة صور لغة داخلية وخيالية، حتى إذا شعر المخ بتهديد سواء كان حقيقيًّا أو خياليًّا فيرسل إلى القلب ليفرز الأدرينالين والكورتيزول حتى يزيد من انتباه الجسم وحركة الكرِّ أو الفر، لكن على الرغم من ذلك يمكن للمخ القلبي تجاهل تلك الإشارة أيضًا، وقد أثبتت بعض الدراسات أن التركيز الفعلي على القلب يقلِّل إفراز هرمونات التوتر ويزيد من نسبة هرمون DHEA وغيره من الهرمونات المضادة للتقدم في العمر ويحسِّن من الأداء، وبناءً على ذلك طوَّر العلماء الترابط بين الإشارات الكهربائية المغناطيسية للمخ القلبي والمخ الدماغي، ووجدوا أن المخ حينها يفرز مواد كيميائية إيجابية تساعد على الاسترخاء الطبيعي.
هناك مَثل صيني يقول: “التوتر هو الشعور الذي تظن أن من الواجب عليك المرور به، أما الاسترخاء فهو طبيعتك البشرية”، وقد انتشرت في الآونة الأخيرة الوفيات بسبب العمل الكثير في اليابان، وبالطبع ينتج عن ذلك شعور زائد بالقلق والتوتر والإرهاق، وذلك لأن الأفراد العاملين في الغالب يحبون العمل طوال الوقت والإنجاز مُدَّعين حاجتهم إلى المال أو عدم قدرتهم على الشعور بالفراغ والملل ويشعرون بالذنب إذا أخذوا قسطًا من الراحة، وقد وصفتهم الكاتبة ماريا نيميث في كتابها “The Energy of Money” بأنهم مدمنو الشعور بالانشغال، وذلك بسبب المواد الكيميائية التي يفرزها المخ كجزء من استجابة التوتر، على الرغم من أن أجسادهم لن تعمل بشكل أفضل إلا إذا حصلت على قدر من الراحة والنوم والشعور بالاسترخاء.
الفكرة من كتاب سيطر على التوتر.. كُف عن القلق واشعر بالتحسُّن الآن
يملك الإنسان كثيرًا من المشاعر مثل السعادة والغضب والحزن والحنان والحب وغيرها، لكن إذا تملَّكه الغضب يتحوَّل إلى شخص متوتر وقلق بشدة حول كل شيء وأي شيء، ويكون المُسيطر هنا هو مشاعره لا الإنسان نفسه، فينتج عنه كثير من الأفعال والانفعالات السيئة وتملكه مشاعر سلبية، وحينها عليه التخلص، بشكل إيجابي، مما يملكه غير مُنغرس في كمِّ الضغوطات والتوتر فقط ليزيد من إنتاجيته، بل يحمل نفسه على التغيير الإيجابي لكي يزداد هدوءًا وتركيزًا في حياته بالقدر الذي يزيد من مهاراته وقدراته في النجاح بالحياة، ويأخذك الكاتب في عرض عن كل ما تحتاج إدراكه عن التوتر والتعامل معه.
مؤلف كتاب سيطر على التوتر.. كُف عن القلق واشعر بالتحسُّن الآن
بول ماكينا: مُقدِّم تلفزيوني وكاتب معروف لدى معظم البريطانيين كشخص واسع المدارك وصاحب رؤى في الفلسفة وعلم النفس، وكان قد أذهل الناس قبل نحو 12 سنة عندما نجح في تنويم نحو ألف شخص كانوا تحت سقف واحد مغناطيسيًّا خلال لقاءات حية.
وله مؤلفات عديدة منها: “أستطيع أن أجعلك غنيًّا”، وله أيضًا كتاب بعنوان “أستطيع أن أجعلك نحيفًا”، و”الثقة الفورية”، و”غيِّر حياتك في سبعة أيام”.