ازاي تعلم ابنك الانتماء؟
كيف تغرس الانتماء في طفلك؟
كتير من الأهالي بيستخدموا الانتماء كأداة لعقاب أبنائهم؛ إما لتحسين سلوكهم، أو للتحكم فيهم.
عبارات زي:
مش عاوز أعرفك.
أنت مش ابني.
مكنتش عاوزك تيجي للدنيا.
وهكذا.
وفي كلتا الحالتين سواء تحسين سلوك أو تحكم في الطفل، فأثر الفعل دا سيء.
الانتماء احتياج أساسي للطفل، وحرمانه منه مدمر لنموه ولسواءه النفسي.
الطفل محتاج ينتمي للأسرة ويشارك في المهام اللي بتقوم بيها، من خلال القيام بأمور، زي:
* المهام المنزلية.
* أو المساعدة في التخطيط للأنشطة.
كل دا في جو من التواصل الفعال، وتحديد التوقعات والمسئوليات المنتظرة منه؛ علشان يتكون بداخله شعور بذاته، وشعور باستحقاق الاحترام والانتماء.
ولو دا تم داخل الأسرة ممكن يمتد للمدرسة وللبيئات الأخرى اللي بيشارك فيها الطفل.
الانتماء يمكن غرسه وتعزيزه بداية من السنوات الأولى في عمر الطفل، ومواصلته على مدار مراحل حياة الطفل. ويمكن تعليمه كمان بعض المهارات الاجتماعية، زي التفكير في اتخاذ القرارات والمساومة؛ بحيث يدرك مسئوليته الشخصية عن سلوكياته والتوقعات الأُسرية المتعلقة بتأثير سلوكياته في الآخرين. المعرفة دي هتساعد الطفل على التفكير على نحو مستقل في غياب البالغين.
ازاي بقى الوالدين يقدروا يغرسوا الانتماء في ابنهم؟
بشكل مبدئي هما محتاجين يتبعوا في تربية أولادهم أسلوب بيقوم على معاملة الأبناء كأشخاص ذوي قيمة يستحقوا الاحترام والحب، وفي الوقت نفسه يفرضوا معايير سلوكية تتميز بقدر من المرونة متناسبة مع عمر الطفل.
يعني هيعاملوا الطفل كفرد جدير بالحب والتقدير، ولكن في الوقت نفسه هينتظروا من الطفل الالتزام بالقواعد المناسبة لعمره ويوضحوا أسباب توافق التوقعات دي من القواعد مع قيَم الأسرة.
ايه بقى الإرشادات اللي ممكن تساعد في تكوين الانتماء؟
- واحد: تحقيق التوازن بين الرقابة الأبوية واستقلالية الطفل.
يعني الطفل محتاج تُتاح له فرص لاتخاذ القرارات، لكن بشكل ملائم لعمره، ويخضع للرقابة في الوقت نفسه.
(2) اتنين: وضوح المعايير السلوكية والقواعد، اللي ينبغي على الطفل اتباعها.
وتقديم النصح اللي يساعد الأطفال على إدراك المعايير والقواعد دي.
(3) تلاته: السماح بإجراء مناقشات حول القرارات، حتى التأديبية منها.
المناقشات دي هتساعد في تقديم نموذج للعلاقات الاجتماعية الأخرى.
(4) رابع حاجه هي: تَوافق عواقب سوء السلوك مع السلوك نفسه.
يعني الأبوين هيشرحوا للطفل العلاقة بين الفعل وعواقبه وسبب عقابه كمان.
ودي تعتبر من وسائل التفكير المنطقي اللي الطفل محتاج يتعلمها ويستخدمها.
(5) خمسة: حنان الوالدين في عملية تعليم الأبناء الحدود السلوكية بيعزز استجابة الطفل للتعلم، لذلك يجب توضيح الالتزامات المتبادلة.
يعني متلزموش بحاجة، وتتنصل أنت من مسؤوليتك اللي ألزمت نفسك بيها.
(6) سادس حاجه هي: توجيه الطفل لحل المشكلات — من خلال الاستفادة من قرار خاطئ أخذه في السابق — بيعزز من مهارة التفكير المنطقي.
(تسأله مثلًا: «ايه اللي ممكن تحاول تعمله لو حصل خلاف بينك وبين صديقك مرة تانية؟»)
وقدم اقتراحات تتناسب مع عمر الطفل.
(7) سبعة: الثناء والدعم الصريح للسلوكيات الطيبة اللي بيعملها الطفل.
(8) تمانية: الانتباه لسلوكياتك وصراعاتك، ومدى الاتساق بين أقوالك وأفعالك؛ لأن الطفل بيلاحظك ويتعلم منك.
ازاي بقى تمارس الإرشادات دي في الحياة اليومية؟
ممكن دا يتم من خلال مسئوليات يومية لا بد من الوفاء بيها.
بس خلي بالك الطفل محتاج لوقت فراغ بيتضمن فرص للعب والابتكار، وفي نفس الوقت محتاج للتدرب علىَ أداء دور فعال في الأُسرة.
تكليف الطفل بالمهام ينبغي أن يكون باعتدال، فتبدأ عملية تحمله للمسؤولية بالمهام البسيطة وبعد كدا رفع مستوى صعوبتها مع تطور الطفل؛ بحيث يُطلق على المهام دي مصطلح (الأعمال الروتينية)، أو (الأعمال المنزلية).
الأول وضح له أهمية قيامه بالأعمال دي، وتعاون معاه وجربها قدامه كذا مرة؛ لأنه بيتعلم بالمحاكاة.
يحط مثلًا اللعب بتاعته في المكان المخصص ليها، الأكواب والأطباق اللي استخدمهم يحطهم في المطبخ وأعمال منزلية وروتينية زي كدا.
ممكن الطفل يقاوم في البداية اتباع السلوكيات دي، لكن اشرح له بهدوء أنه علشان تسير الأمور في سلاسة كل أفراد الأسرة محتاجين يتعاونوا فيما بينهم.
تقوله مثلًا: «أنت جزء من الأسرة، وأحنا محتاجين لمشاركة الجميع، هساعدك في أداء مهامك اليوم».
من خلال دا هتديله فرصة للمشاركة في حياة الأسرة بشكل ملموس.
ومتنساش تديله بدايل للمهام يقدر يختار من بينها؛ لأن دا هيعزز من شعوره بالقدرة على التحكم والانتماء.
وأخيرًا أشكره على مشاركته وقيامه بالمهام وأثني عليه وقدر اللي قام بيه.
وبس كدا.
سلام.
المصدر: تنشئة الأطفال في القرن الحادي والعشرين.