ارتباك الهوية الجنسية
ارتباك الهوية الجنسية
يمر القليل من الأطفال ببعض الشكوك التي تسبب لهم ارتباكًا في هوياتهم، فيقفون بين عالم الرجال والنساء حائرين، وما أوصلهم إلى تلك المرحلة كانت عدة عوامل نفسية وسلوكية من الأسرة والمجتمع، تزرع بداخلهم إحساسًا بالدونية وعدم القدرة على مجاراة الصبية الآخرين، قد يتطور ذلك إلى الإحساس بالرفض من عالم الرجال واحتقار جسده وعلاماته الذكورية، والدخول في عزلة مبكرة قبل سن المراهقة، والميل إلى سلوكيات أنثوية.
يعاني الطفل المصاب بارتباك الهوية الجنسية من تمزق أسري، ليس فقط بين الأفراد بل في أدوارهم التربوية، فيكاد دور الأب التربوي يختفِي، وأحيانًا يمارس العنف على أطفاله، أو يكون دائم الشجار مع الأم، فينمو بداخل الابن فراغ عاطفي كبير يبحث عن ملئه، وتعوض الأم ذلك مؤقتًا وتقوي علاقتها بابنها متدخلة في كل تفاصيل حياته، فلا ينفصل الابن عنها ويدخل عالم الرجال، لكنه يظل مرتبطًا بها برابطة طفولية.
وينصح المعالجون النفسيون كبداية لعلاج ذلك الارتباك بإعادة الأب إلى دوره التربوي المعتاد، وأن تبتعد الأم قليلًا لتعطي فرصة لابنها لتطوير سلوكيات ذكورية في ظل علاقته مع الأب، أو بديل الأب كالجد أو الخال، ويجب أن تتسم هذه العلاقة بالحب والرعاية والاهتمام لكن من منظور ذكوري متزن، ليتطلع الابن إلى نموذج والده ويرغب في أن يكون مثله عندما يكبر، وبالتدريج يستعيد الثقة بنفسه، ويحاول دخول عالم الرجال من جديد بمعاونة الأب؛ قد يمارس الألعاب الرياضية البدنية أو يتعرف على الاختلافات بين الجنسين، فتنمو ملامح الذكورة في شخصيته ويبتعد عن سلوكيات الإناث أو التشبه بهم.
وتلك السلوكيات هي عملية تربوية سليمة تتطلب وقتًا ومجهودًا كبيرين من الأسرة ككل، وتتم قبل مرحلة البلوغ لتعزز الهوية الجنسية الذكورية للابن، مما يساعده على التعرف على نفسه والآخرين والعالم من حوله في ظل هوية واضحة ثابتة.
الفكرة من كتاب الرجولة إنجاز: دليل الآباء لوقاية الأبناء من الشذوذ الجنسي
هل ترغب في تربية أبنائك تربية سليمة؟ ومن منا لا يرغب، ولكن الرغبة وحدها لا تكفي، ففي زمننا تجتاح الصعوبات عملية التنشئة السليمة، وتمتد آثارها إلى تهديد الصحة النفسية والجسدية بل وحتى وجود الطفل نفسه، وأحد أكثر تلك الصعوبات شهرة نتيجة لعوامل معاصرة عديدة خطر الشذوذ الجنسي.
لا يقف الشذوذ أمام الدين فقط بل والفطرة الإنسانية والتاريخ البشري بأسره، مع تصاعد الدعايا الإعلامية وتوغل ذلك الخطر في منصات التواصل الاجتماعي والأفلام والمسلسلات وكل ما يصل إلى أيدي أطفالنا، زادت ضرورة وقايتهم من ذلك الخطر.
ومن الملاحظ أن نسبة الشواذ الذكور أكبر منها في الإناث، وذلك يرجع إلى عوامل سلوكية وتربوية نفسية عدة سنتعرف عليها، وعلى أكبر الأخطاء التي يقع فيها الآباء في تربيتهم للابن.
كيف نحمي أولادنا في المراحل العمرية المختلفة من تأثيرات الشذوذ الجنسي؟ وهل بالفعل يعد الشذوذ الجنسي شيئًا طبيعيًّا كما يروج له، أم استجابة لضغوط سياسية؟ وما الفرق بين الارتباك والاضطراب والشذوذ الجنسي؟ وإذا حدث وأصيب ابني ببعض من تلك المشكلات، ما الذي علي أن أفعله؟ سوف نبني الخلفية العلمية الكافية من الصفر حتى نحمي أولادنا من عالم يهاجم فطرتهم.
مؤلف كتاب الرجولة إنجاز: دليل الآباء لوقاية الأبناء من الشذوذ الجنسي
جوزيف نيكولوسي: عالم نفس سريري أمريكي ولد عام 1947م، مؤسس ورئيس سابق للجمعية الوطنية لأبحاث وعلاج الشذوذ الجنسي، التي قادها لشن حملة علاج إصلاحي للشواذ المرضى، ومحاربة الترويج للشذوذ، قدّم مؤلفات لمساعدة الآباء على حماية أسرهم، من أشهرها:
العلاج الإصلاحي للمثلية الجنسية: مدخل جديد.
دليل الآباء لمنع المثلية الجنسية.
ليندا إمز نيكولوسي: زوجة د.جوزيف، وُلدت عام 1947م، وشاركت معه في بعض مؤلفاته.
معلومات عن المترجم:
ناصر بن مشاري الأومير: مُترجم سعودي الجنسية، من منطقة الزلفي.