اختيار مدرسة
اختيار مدرسة
يمضي بعض أولياء الأمور وقتًا طويلًا في المقارنة بين المدارس لاختيار مدارس جيدة لأبنائهم، ولكن هل هنالك بالفعل مدارس جيدة وأخرى سيئة؟
إذا كان معيار حكمنا هو الأداء الأكاديمي لطلاب المدرسة، فإننا لن نجد فارقًا كبيرًا بين المدارس المختلفة؛ في بحثٍ أُجري عام 2009 في المملكة المتحدة -كغالبية الأبحاث والدراسات المذكورة في الكتاب- وُجد أن اختيار أفضل المدراس لم يكن ليمنح الطلاب أكثر من خمس درجاتٍ أعلى في الشهادة الثانوية (وهي موازية للشهادة الإعدادية في مصر، أي في الصف التاسع)، ووُجد في 2010 بناءً على متوسط القيمة السياقية المضافة للمدارس في إنجلترا أنه بالنسبة إلى أربع مدارس من كل خمس، لن يكون الفارق في الشهادة الثانوية أكثر من درجة واحدة.
وأداء الطلاب في المدارس الخاصة متماثلٌ تقريبًا مع أداء طلاب المدراس الحكومية عند تحييد الطبقة الاجتماعية، ولكن اختيار المدارس الخاصة ليس إهدارًا للمالِ دائمًا، لأن وجود الطالب مع أقرانٍ ذوي أداءٍ عالٍ -إن كانت المدرسة انتقائية في اختيار طلابها- يمكن أن يجعل أداءه أفضل، وكذلك يُمكن أن يفيده وجوده في فصلٍ أقل عددًا، (ومتوسط عدد طلاب الفصل في المملكة المتحدة: عشرون طالبًا في المدارس الحكومية، وثلاثة عشر طالبًا في المدارس الخاصة) والحقيقة أن صغر حجم الفصل لا يؤثر كثيرًا في الأداء الأكاديمي إن لم يغير المعلمون أساليبهم في التدريس لاستثمار ذلك وتعزيز تفاعلهم مع الطلاب.
والمدراس في المناطق ذات المستوى الضعيف ماديًّا واجتماعيًّا ربما لا يحقق طلابها أداءً عاليًا برغم جودة التعليم فيها لعوامل أخرى، ومن يعيب تلك المدارس كمن يعيب مستشفى لارتفاع نسبة الوفيات فيه؛ وهو لا يستقبل إلا الحالات الحرجة!
وهنالك أمور أخرى غير الأداء الأكاديمي ينبغي أن ننتبه لها عند اختيار مدرسةٍ لأبنائنا، مثل اهتمام المدرسة بالفنون أو الرياضة، أو إن كانت البيئة في المدرسة عالية التنظيم أم تتيح قدرًا من الحرية الشخصية، ومعرفة ما يساعد أبناءنا وما يُعيقهم.
الفكرة من كتاب تعليم رديء – تفكيك الخرافات الدارجة في التعليم
هل ينبغي لنا ترك أسلوب التعليم التقليدي أم الحفاظ عليه؟ وهل نختار التعليم النظامي أم غير النظامي؟ وهل التعليم الفني والمهني لمحدودي القدرات حقًّا؟ وكيف سيؤثر اختيار المدرسة في أبنائنا؟ وكيف تؤثر الحاسبات والحواسيب والشاشات في تعلمهم؟ وما نتائج ربط علم الأعصاب بالتعليم؟ وما قصة الذكاءات المتعددة وأنماط التعلم؟
يُجيبنا الكتاب عن كل تلك الأسئلة معتمدًا على دراساتٍ وأبحاث، ومحاولًا توضيح وتفكيك الخرافات والأفكار غير السليمة المنتشرة حول هذه الموضوعات.
مؤلف كتاب تعليم رديء – تفكيك الخرافات الدارجة في التعليم
فيليب إيدي، أستاذ متفرغ في العلوم المعرفية والتربية بالكلية الملكية في لندن.
وجوستين ديلون، أستاذ في العلوم والتربية البيئية بالكلية الملكية في لندن أيضًا.
وهما محررا هذا الكتاب الذي شارك فيه معهما مجموعةٌ من المؤلفين هم: مايك أندرسون، إد بينيس، بول بلاك، بيتر بلاتشفورد، مارجريت براون، جاي كلاكستون، فرانك كوفليد، جوليان إيليوت، نيل همفري، آنيت كارميلوف سميث، بيل لوكاس، بيثان مارشال، براين ماثيوس، كورين ريد، روب ويبستر، وديلان ويليام. ومعظمهم أكاديميون وباحثون في مجالاتِ التربية والتعليم.
معلومات عن المترجمين:
نادية جمال الدين: أستاذ متفرغ في أصول التربية بمعهد الدراسات التربوية في جامعة القاهرة، وأستاذ زائر في عدد من الجامعات العربية وفي جامعة Durham بإنجلترا، وهي الجامعة التي حصلت منها على الدكتوراه. عملت في إدارة العديد من المشروعات التعليمية مع وزارة التربية والتعليم المصرية. وكانت مديرة المركز القومي للترجمة من 1996 إلى 2004.
السيد يونس عبد الغني: مترجم وباحث دكتوراه في الترجمة باللغة الإنجليزية بمعهد الدراسات التربوية بجامعة القاهرة، وحصل على الماجستير في تدريس اللغة الإنجليزية واللغويات التطبيقية. وهو مهتم بالبحث والترجمة في العلوم الإنسانية، وله أعمال بحثية منشورة في دوريات عالمية.