اختيار القدوة بين الضوابط والاعتدال
اختيار القدوة بين الضوابط والاعتدال
فُطِرَت النفس البشرية على حب الاقتداء واتخاذ الرموز والتشوُّف إلى القدوات والنزعة إلى التقليد،ولعلَّ أبرز ما يواجهه الجيل الصاعد في هذه الأيام هو الصعوبة في اختيار القدوة والاعتدال في التعامل معها، وبخاصةٍ أن هذا الجيل محاط بأزمات كثيرة فيما يخصُّ موضوع القدوات مثل: تصدُّر المجال الدعوي لكثيرين من فاقدي الأهلية الدعوية،والصورة المشهورة السيئة عن الدعاة التي قد يكون سببها سلوكيات بعض المشتغلين في المجال الدعوي،وانخفاض الحس النقدي والانتقائي لهذا الجيل من الأساس وارتفاع موجات التقليد الأعمى والتبعية العمياء،كونها عوامل خلقت حالة مربكة بين الجيل والقدوات، وشكَّلت فراغًا وهوَّةً كبيرة يمكن تضييقها أو الحد منها بعض الشيء بتذكير الشباب الدائم بالصفات التي يجب أن تتوافر في الشخصية التي يمكن أن تتخذ قدوة، ومن هذه الصفات: أن يكون القدوة منطلقًا في أطروحاته من ثوابت الدين ومحكماته بعيدًا كل البعد عن تتبُّع الشبهات وترويج الإشكاليات،وأن يكون عالمًا بالواقع محيطًا بالظروف ملازمًا للناس قريبًا من مشاكلهم،مقدمًا مصلحة الجماعة على مصلحته الشخصية وحظوظ نفسه، وأن يصدق عمله قوله في الأخلاق والسلوكيات والمعاملات والآداب،حتى يكون مثالًا تطبيقيًّا حيًّا لما يحمل في جوفه من علوم ومحفوظات،إضافةً إلى أن يكون متوازنًا منصفًا لا يخالف ثوابت الدين ولا يتجرَّأ عليها،كما يفضل أن يكون لديه من التنوع الفكري والمعرفي ما يؤهله لسد فجوات كثيرة قد تطال مشروعه الدعوي من هذا الباب، وفي المقابل يجب على الشاب أن يكون معتدلًا حال اقتدائه متزنًا دون إفراط ولا تفريط. ر
الفكرة من كتاب إلى الجيل الصاعد
يقول الأستاذ أحمد السيد في مقدمة كتابه هذا إن السبب الذي دفعه إلى تأليف كتاب “إلى الجيل الصاعد” رسالة بلغته من بين آلاف الرسائل الواردة أثارت حفيظته وأشعلت في داخله فتيل القلق حيال هذا الجيل وما يعانيه من تبعثر حقيقي وشتات وضبابية في الرؤية، مُؤكِدًا أن الانخراط في العمل الشبابي والاقتراب منهم على أرض الواقع زاد من قناعته بأهمية هذا الموضوع وحساسيته وخصوصيته البالغة،فجاء هذا الكتاب بمثابة محاولة للكشف عن مشكلات الجيل ومبادرة لطرح رؤية منهجية معينة على رسم خريطة طريق واضحة المعالم تساعدهم على الثبات والبلوغ.
مؤلف كتاب إلى الجيل الصاعد
أحمد السيد كاتب وداعيةإسلامي، نشأ في المدينة المنورة وتلقَّى العلم الشرعي فيها على صغره حتى أنه حفظ القرآن الكريم وبعض المتون العلمية وهو لم يتجاوز المرحلة المتوسطة بعد، وحفظ في المرحلة الثانوية صحيح البخاري ومسلم وزيادات الكتب الثمانية لينتقل بعدها إلى الدراسة الجامعية في القصيم بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وكان له حضور مكثَّف في القصيم لمجالس العلم عند عدد كبير من المشايخ والعلماء.
اهتم بعلم الحديث والقضايا الفكرية اهتمامًا خاصًّا، وله في هذا المجال مؤلفات عدة وبرامج ومبادرات كثيرة.
ومن أهم مؤلفاته:
سابغات.
كامل الصورة.
تثبيت حجية السنة ونقض أصول المنكرين.
محاسن الإسلام.