اختلاف تفكيرنا
اختلاف تفكيرنا
لا يفكِّر البالغ كالصغير، وهذا ينعكس على سلوكياتنا كذلك لكن هناك بشكل عام اختلاف في الاهتمامات أيضًا، وهذا نابع من اختلاف تفكير بعضنا عن بعض، فهناك أشخاص يهتمون بالأشياء لأشكالها وليس لمحتواها والعكس، وهناك آخرون يأخذون بالاثنين معًا حتى مفاهيم الأشياء تختلف في تعريفاتها عند كل شخص، فتعريف العطاء عند أحدهم قد يكون في قيمة ما يُعطى، وآخر يرى أنه شعور إنساني مُعتاد، وهناك من ينظر إلى الأشياء بطريقة عملية كأخذ وعطاء بالمقابل، وآخرون يتعاملون مع واقعهم بسطحية الأشكال فقط، وليس الاختلاف بينهم هنا في الأفضلية، لكن الاختلاف في الأسس الفكرية التي بُني على أساسها السلوك، وقد توصَّل العلماء بعد عدة تجارب إلى أننا لا نصل إلى مفهوم متكامل إلا بوضوح الشكل والمحتوى معًا.
وبعد عدة تجارب على الأشخاص أسوياء التفكير وُجِدَ بينهما اختلاف آخر وهو ليونة وجمود التفكير، وقام العلماء بقياس جمود التفكير عن طريق بعض التجارب، فقد عرضوا على شاشة سينما كبيرة صورة قط، ثم أخذوا يعدلون في الصورة حتى تحوَّلت إلى كلب، ثم عرضوها على مجموعة من الأشخاص وسألوهم أي الصور التي بدأ فيها اختفاء شكل القط وظهور الكلب، فهناك أشخاص تبيَّنوا بدقَّة مرحلة بدء تغير الشكل، وهناك من ظل متمسكًا حتى آخر صورة بصورة القط وأنه لم يتغير، وهذا يدل على مدى جمود الفكر عند البعض وليونته عند آخرين، ولا مفرَّ أن ليونة وجمود التفكير عند الإنسان لهما علاقة وطيدة ببيئته، وهناك من يكون جامد التفكير لكنَّ لديه تعاملًا مع الواقع بطريقة ما، وفي كل الأحول فإن سهولة الانتقال من تفكير إلى آخر ومن واقع إلى آخر يُيسِّر علينا الحياة وممارستها.
الفكرة من كتاب التفكير عند الإنسان
تعدَّدت استخدامات التفكير في حياة الإنسان حتى دعانا ذلك إلى التفكير في التفكير ذاته والبحث عن ماهيته، ويدور هذا الكتاب حول التفكير عند الإنسان وفي حياته وماذا يُقصد بالتفكير، وإن اختلف التفكير بين إنسان وآخر كان المشترك بينهما هو أن نتيجة التفكير دائمًا ما تؤول إلى تغيير وحل.
مؤلف كتاب التفكير عند الإنسان
أحمد فائق ولد 8 أغسطس 1936، حاصل على ليسانس الآداب، قسم علم النفس وماجستير ودكتوراه في علم النفس، عمل أخصائيًّا نفسيًّا بوزارة الصناعة، ومدرس علم النفس بجامعة عين شمس، ومن مؤلفاته: “جنون الفصام”، و”مدخل إلى علم النفس”، و”التحليل النفسي بين العلم والفلسفة”، وله العديد من الأبحاث التى نُشِرَت في الدوريات العلمية.