اختر معاركك في الحياة
اختر معاركك في الحياة
علينا جميعًا التعامل مع شخص منافس من وقت لآخر، سواء كان زميل العمل الذي يستحوذ على الفضل في كل مشروع، أم في العائلة التي ما إن تجتمع على طاولة الطعام، حتى يبدأ كل فرد في التنافس على من يتقاضى الدخل الأكبر، أو من قضى العطلة بشكل أكثر تميزًا، فيمكن للأشخاص المتنافسين أن يثيروا مشاعر الانزعاج والقلق من عدم استطاعتك مواكبة تميزهم، وفي محاولة التنافس معهم، قد ينتهي بك الأمر إلى إنفاق المزيد من الوقت أو المال دون داع.
يمكن للشخص التنافسي في العمل الذي يتولى مسؤوليات إضافية أن يكون مصدر قوة للفريق بأكمله، لذا تأكد من أن لديك المسؤوليات الكافية التي ستساعدك على إظهار مواهبك وقدراتك، وإذا ذهب المتنافس إلى أبعد من ذلك، لا تأخذ الأمور على محمل شخصي وتعتقد أنك أقل موهبة، فأنت لست مضطرًّا لخوض معارك لا ترغب فيها، لذا كل ما عليك فعله هو امتداح جهوده، لعل هذا ما يبحث عنه ليشعر بمزيد من الراحة والأمان.
وبشكل عام، فالأشخاص الذين يتنافسون في أماكن العمل أو في حفلات العشاء أو بين العائلة وما إلى ذلك، إما غير آمنين وإما متعجرفون ويريدون إثبات التفوق. إذا كانوا من النوع الأول، فإن مدح إنجازاتهم قد يجعلهم يرونك حليفًا لهم، أما إذا كانوا من النوع الثاني، فقد ترغب أنت أيضًا في استعراض مواهبك، أو قد تميل إلى تغيير الموضوع عندما يبدؤون في التباهي.
الفكرة من كتاب 7 شخصيات تسمِّم حياتك
بحكم عمله طبيبًا واستشاريًّا نفسيًّا لآلاف المجموعات ومراكز العمل، التقى أندرو فولر العديد من الشخصيات التي كان من الصعب التعامل معها، والتقى أيضًا بضحاياهم الذين لاحظ أنهم يتعاملون مع هؤلاء الأشخاص إما بالتشاجر والتقاتل الذي يقود إلى الهستيريا والعجز عن السيطرة على الانفعالات، وإما بالفرار وتجنب المشكلات ما يزيد الأمر سوءًا، وإما بالتجمد الذي يصيب صاحبه عندما يوجه له الشخص الصعب المراس إساءات متكررة،
وهذه كلها طرق غير فعالة للتعامل مع الأشخاص صعبي المراس، ولكن من خلال التعرف على الأنواع السبعة للشخصيات الصعبة المراس، وسماتهم، وأهم الاستراتيجيات التي يتبعونها للسيطرة على ضحاياهم، ستتمكن من معرفة كيفية التعامل معهم، والاستفادة منهم في تطوير شخصيتك، فيمكن للأشخاص الذين يصعب التعامل معهم أن يساعدوك لكي تصبح إنسانًا أكثر نضجًا وتطورًا.
مؤلف كتاب 7 شخصيات تسمِّم حياتك
أندرو فولر : طبيب نفسي إكلينيكي، وزميل معالج أسري في أقسام الطب النفسي والتعلم والتطوير التربوي بجامعة ملبورن، وبصفته طبيبًا نفسيًّا إكلينيكيًّا، يعمل مع العديد من المدارس والمجتمعات في أستراليا وعلى الصعيد الدولي، ووضع برامج تربوية لتنمية الذكاء العاطفي عند المراهقين والأطفال، وتم اعتمادها في العديد من المدارس في أستراليا وبريطانيا، من أهم مؤلفاته:
ولدي صعب.. ماذا أفعل؟