اختر أصدقاءك بحكمة
اختر أصدقاءك بحكمة
الصديق الحقيقي هو من تستنجد به عندما يكون يومك سيئًا، لذا يجب أن تختار من يجب عليك الشكوى له لأن الأشخاص الذين نمضي الوقت معهم لهم تأثير كبير في حياتنا، وربما أكثر مما نعتقده، في سباقات السيارات يفوز من يمتلك أكثر فريق داعم؛ يحرص على فعل كل ما يقدر عليه ليعيد السائق والسيارة إلى المضمار بأفضل حالة من الفاعلية، بينما من يمتلك أحدث السيارات طرازًا، ولكن دون وجود فريق داعم له سيكون مصيره الإخفاق، والحياة تشبه سباق السيارات فنحن نحيط أنفسنا بالعديد من الأصدقاء، ولا ندرك إن كانوا داعمين لنا، أم سيسحبوننا معهم إلى القاع، وينقسم الناس غير الداعمين لك إلى ثلاثة أقسام.
القسم الأول: الشخص الآخذ، وعلى الأقل يوجد شخص واحد في حياتك يقوم بسرقتك، ويستغلُّ بكل أنانية أموالك أو موهبتك، وهؤلاء يأخذون أكثر مما يقدِّمون، فهم ليس لديهم أدنى مراعاة لك، أو لرغباتك، ولذا دعهم يذهبوا قبل أن يأخذوا منك شيئًا أكثر قيمة، والقسم الثاني: الأشخاص المستنزِفون، وهم الذين يستنزفون طاقتك، ويجلبون المآسي، والظلام، والسلبية، إلى حياتك، لا يهم كم أنت قوي، سيمتصُّ المستنزفون الحياة من داخلك في نهاية الأمر، ويسحبونك إلى عالمهم، ويمكنك أن تعرفهم بسهولة عن طريق الاستماع لما يقولون، والقسم الثالث: الأشخاص المدمِّرون، وهم أشخاص غاضبون، يظهرون للعالم أنهم لا يكترثون عن طريق تحدِّي السلطة وتدمير كل ما يحتكُّون به، ولذا ألقِ نظرة فاحصة على أصدقائك وإن وجدت أيًّا من هذه الأنواع فيهم ابتعد عنهم.
إن كانوا بهذه البشاعة، لماذا نُبقي الآخذين، والمستنزفين، والمدمِّرين، في حياتنا؟ تختلف الأسباب ولكن أغلبها تكون لأننا نشعر بالأسف من أجلهم، ونعتقد بأن بإمكاننا تغييرهم، فهم ليسوا أشرارًا ولكنهم بحاجة إلى المساعدة، ولكن إن لم يأتوا إليك بالتحديد ويطلبون مساعدتك فمن الأفضل أن تبقى بعيدًا عنهم.
الفكرة من كتاب تخلَّص من “ولكن”
إن من المحزن التفكير في أن الناس غالبًا ما يُرغَمون على الاستسلام لكلمة “لكن” بسبب أصدقائهم أو أسرتهم، وهذا يحدث في أغلب الأحيان، فتجد عديدًا من الناس يرغبون في فعل شيء ما، لكنهم يخافون نظرة الناس لهم، ويتوقَّعون حدوث الأسوأ، فالبشر كائنات غريبة، تدَّعي أنها تريد الصراحة، ولكنها في الواقع تكون في حالة إنكار تام لها، فنحن نكذب على أنفسنا بشكل دائم، حين نعلن للعالم بأننا نريد شيئًا، ولكن لا نبذل أي مجهود للحصول عليه، إذ يستسلم الناس لكلمة “لكن” ويعتقدون أنها تضع قيدًا حولهم، ولكن الحقيقة المحزنة هي كلما زاد استخدام كلمة “لكن”، أصبح الإنسان أكثر ضعفًا.
وفي هذا الكتاب قام الكاتب بشرح كيفية وضع حدًّا لتدمير الذات، وكيف تدافع عن نفسك، وتتخلَّص من قول كلمة “ولكن”.
مؤلف كتاب تخلَّص من “ولكن”
شون ستيفنسون (1979-2019): متحدث تحفيزي، وكاتب أمريكي، ولد في 5 مايو 1979 بشيكاغو في الولايات المتحدة الأمريكية، وتُوفِّي عام 2019 عن عمر يُناهِز 40 عامًا، ولقد وُلِدَ بخلل جيني يُسبِّب مرضًا يعرف بمرض العظام الزجاجية، فكانت عظامه هشَّة للغاية، ويمكن لأقل لمسة أن تكسرها، وقد كان الكاتب قدوة للعديد من الناس إذ تغلَّب على إعاقته البدنية، وتمكَّن من تسخير إمكانياته الفطرية لمساعدة الناس، وهو واحد من الخبراء الروَّاد في القضاء على تدمير الذات، ويمتلك عيادته الخاصة للمعالجة النفسية.
من أعماله: “كيف تنجح: تحويل الأحلام إلى واقع للشباب البالغين”.