اختراعات في عالم غير مستقر يرانا أنانيين

يظن الناس أن أهم اختراع للبشرية على الإطلاق هو الإنترنت، ولكن الحقيقة الرابعة ترى أن الغسالة غيّرت شكل العالم أكثر من الإنترنت، فقد وفرت -بجانب الأجهزة الأخرى- كميات كبيرة من وقت النساء ومجهودهن، مما أتاح لهن فرصة الدخول لسوق العمل، وهو ما أثر في الإنتاجية الاقتصادية، على عكس الإنترنت، الذي يعد حتى الآن مجرد تحسين لشكل الحياة،دافعًا الساسة إلى توفير الاهتمام والدعم الأكبر للقطاعات المعلوماتية، وإهمال جوانب أشد أهمية كالقطاعات الصناعية، التي تُعد المحرك الأساسي الدافع لنمو الاقتصاد.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

وعند الحديث عن نمو الاقتصاد، يرى الكثيرون أنه قائم على عاطفة إنسانية أصيلة بداخلنا وهي الأنانية، فالأفراد يعملون بجد رغبةً في الربح والبقاء في وظائفهم المهددة، ولكن بهذه النظرة نتجاهل الدوافع البشرية النبيلة الأخرى، كالإيثار والتضحية واحترام الذات، وتنبهنا الحقيقة الخامسة لأن افتراض الأسوأ في الناس يجعلهم يتصرفون تبعًا له، ونجد في أرض الواقع نماذج لبيئات عمل صحية، كنظام إنتاج تويوتا، الذي يثق بالعمال ويُشركهم في عمليات التحسين، كما توصي كتب الإدارة والقيادة دائمًا بتحسين التواصل مع الموظفين، وتنمية روح الجماعة.

وما زلنا نتحدث عن نمو الاقتصاد، لنتساءل، ما أكبر مهدد له؟ يعتقد أنصار حرية السوق أنه التضخم، لذلك ينادون بترويضه مهما كلف الأمر، حتى يستقر الاقتصاد الكلي، فنحقق رخاءً اقتصاديًّا بعيد المدى، وهو ما حدث بالفعل منذ سنة 1990م، ولكن الحقيقة السادسة تخبرنا أن الاستقرار الاقتصادي الكلي لم يجعل العالم أكثر استقرارًا، لأننا انشغلنا عن مشكلات أخرى، مثل انخفاض معدلات النمو، وتراجع معدلات التشغيل الوظيفي، ليعيش الملايين في تهديدات مستمرة وسط انعدام لأي أمان وظيفي أو استقرار، بسبب سياسات المقاومة الصارمة للتضخم.

يقال إن أول خطوة للتجهيل بأمر ما هي جعله يبدو معقدًا جدًّا، وذلك بمحاوطته بسدود التخصص، ولقد أصبح الاقتصاد من تلك الأمور التي نهرب منها بسبب سدودها المانعة، ولكن على عكس الاعتقاد الشائع، فحقائق الاقتصاد بسيطة يمكن فهمها، والتفاصيل التقنية التخصصية مساحتها محدودة جدًّا.

ولهذا فإن أول خطوة لتثقيف أنفسنا اقتصاديًّا، هي معرفة الحقائق الكبيرة لنظامنا الرأسمالي الحالي، لنجيب عن أسئلتنا، ما الطريقة التي تدار بها الرأسمالية؟ وهل تعني حرية السوق المطلقة؟ أم يمكن إدخال بعض التعديلات لجعلها أكثر نفعًا للجميع؟ لدينا ثلاث وعشرون حقيقة، ستبدد عديدًا من الخرافات الاقتصادية.

ها-جون تشانج: عالم اقتصادي كوري وأستاذ في جامعة كامبريدج في المملكة المتحدة، ولد في 7 أكتوبر 1963 في سيول، بكوريا الجنوبية، واشتهر بتحليله النقدي للاقتصاد النيوكلاسيكي ودعوته إلى سياسات تعزز التنمية الاقتصادية وتقلل من عدم المساواة، عمل مستشارًا للبنك الدولي، وهو زميل مركز الأبحاث الاقتصادية والسياسية في واشنطن، واختير واحدًا من أكثر الشخصيات المؤثرة في العالم سنة 2014، حصل على عديد من الجوائز، بما في ذلك جائزة جونار ميردال للاقتصاد في عام 2003، وجائزة ليونتيف لتعزيز حدود الفكر الاقتصادي في عام 2005.

ومن أهم كتبه:
السامريون الأشرار.. الدول الغنية والسياسات الفقيرة وتهديد العالم النامي.
ركل السلم بعيدًا.. استراتيجيات التنمية والتطور قديمًا وحديثًا.

معلومات عن المترجم:
محمد فتحي كلفت: مترجم ومدون وكاتب مصري ولد في أسوان، ترجم عديدًا من الأعمال منها:
قصة العلوم.
مقدمة قصيرة عن الإيدز.