اختبار رِيفن وثبات الذكاء
اختبار رِيفن وثبات الذكاء
قديمًا كان يُفترَض أن الذكاء صفة ثابتة تتحدد بالجينات وهي مستقرة رغم تأثير البيئة وعوامل الصدفة وتأثير العائلة، وما يتطور لدى الإنسان هو التعليم ويعتمد على جودة بيئته المعرفية، ويتطور متوسط ذكاء الجنس البشري من خلال الانتخاب الطبيعي، وتطوره عملية بطيئة جدًّا، وبناءً عليه صُمِّم اختبار رِيفن للذكاء عام ١٩٣٥م، وهو مجموعة من المصفوفات التي تعمل على قياس القدرة على تحديد التسلسل المنطقي والعلاقة بين صور لا تمت بصلة للأشياء الموجودة في العالم المادي وإعادة إنتاج هذه التسلسلات وتحديد العلاقات، مما يعمل على قياس مهارة مهمة جدًّا وهي الاستنباط.
ويعد اختبار رِيفن الأفضل لأنه يقيس طيفًا كاملًا من القدرات المعرفية، كما يعد اختبارًا مفهومًا لكل البلدان والشعوب والثقافات، على عكس اختبار وكسلر الذي يقيس المهارات المدرسية إلى حد ما، فقد اعتُقد أن رِيفن يقيس الذكاء المجرد الذي لا يتعلق ببيئة الفرد المعرفية.
ورغم افتراض أن تطور الذكاء البشري بين الأجيال عملية بطيئة، فمن خلال المقارنة بين نتائج اختبار ريفن لأجيال ما قبل القرن العشرين وبدايته، أي ما قبل الحداثة وبدايتها، ونتائج ما بعد القرن العشرين، أي أجيال ما بعد الحداثة، نجد ارتفاعًا ملحوظًا في نتائج اختبار ريفن في أجيال ما بعد الحداثة، ويعود ذلك إلى سبب أساسي وهو أن اختبار ريفن يقيس التجريد العلائقي والخرطنة التناظرية، وهما يمثلان القدرة على إيجاد العلاقات والتسلسلات المجردة رغم وجود المشتتات المختلفة، وعلى الرغم من مشاركتنا لأسلافنا في القدرة على التحليل والربط فإننا دخلنا حِقبة جديدة تتيح لنا استخدام الرموز واستنتاج العلاقات المجردة وفهم العالم من خلال حقائق غير ملموسة.
وبالرغم من دحض افتراضات اختبار ريفن عن ثبات الذكاء، فما زال بإمكاننا اعتباره مقياسًا مهمًّا للذكاء، وذلك بسبب حساسيته للتغير الثقافي والبيئي.
الفكرة من كتاب هل تجعلك عائلتك أذكى؟ الوراثة، البيئة وحدود الاستقلال البشريهل تجعلك عائلتك أذكى؟ الوراثة، البيئة وحدود الاستقلال البشري
مع التقدم المعرفي الهائل والاختراعات المذهلة النابعة من عقول الأذكياء، وبالرغم من قدرتنا الحالية على إجابة عديد من الأسئلة المتعلقة بالبشر من الناحية البيولوجية أو النفسية، ما زلنا لا نمتلك تعريفًا واضحًا للذكاء، وما زال تقدمنا التكنولوجي قاصرًا على قياس هذه الملكة الفريدة المحاطة بالغموض أو الإحاطة بكل صفاتها.
هل يمكن وضع تعريف للذكاء؟ وهل نحن حصيلة الجينات التي ورثناها فقط؟ هل تُحدث العوامل كالعائلة والخبرات الحياتية فرقًا في مستوى الذكاء الفردي؟ وهل تعد تجاربنا الحياتية وقراراتنا الشخصية فريدة وذات تأثير في عمل عقولنا، أم أن الذكاء كالصفات الجينية الثابتة؟ يحاول كتابنا الإجابة عن كل هذه الأسئلة المثيرة وغيرها الكثير من خلال تحليل نتائج اختبارات الذكاء المختلفة على مدى فترات زمنية طويلة، كما يناقش نظريات الذكاء المختلفة وآلية عمل بعض اختبارات الذكاء المشهورة.
مؤلف كتاب هل تجعلك عائلتك أذكى؟ الوراثة، البيئة وحدود الاستقلال البشريهل تجعلك عائلتك أذكى؟ الوراثة، البيئة وحدود الاستقلال البشري
جيمس آر فلين: هو فيلسوف وعالم نفس، ولد عام ١٩٣٤م في الولايات المتحدة، درس في جامعة شيكاغو وحصل على دكتوراه في الفلسفة، وهاجر إلى نيوزيلندا عام ١٩٦٣م حيث عمل مدرسًا للسياسة في جامعة أوتاجو، حصد عديدًا من الجوائز بسبب أعماله المتميزة في المجال البحثي المتعلق بالذكاء ومنها: ميدالية العلوم الإنسانية عام ٢٠١١م، وزمالة الجمعية الملكية في نيوزيلندا، له عديد من المؤلفات ومنها:
What is intelligence
Are we getting smarter
How To Improve Your Mind
معلومات عن المترجم:
أحمد الناصح: مترجم ومدون عراقي، من أعماله المترجمة:
صورة فوتوغرافية للرب.
أعظم فلاسفة غيروا العالم.