احذر من هؤلاء اللصوص!
احذر من هؤلاء اللصوص!
قبل أن نبدأ في إدارة وقتنا، علينا أن نعرف أولًا ما الذي يُضيعه، وبالنظر في الواقع نجدُ أن كثيرًا من الناس يضيعون أوقاتهم بسبب قيم غير سليمة ربما ورثوها عن آباء لا يعبأون بتنظيم الوقت، وبسبب عادات رسختها فيهم البيئة المحيطة في البيت والمدرسة، وما تبثه وسائل الإعلام أيضًا، ومضيعات الوقت تختلف من شخصٍ لآخر، لذا أحضِر ورقةً وقلمًا واكتب مضيعات وقتك لكي تحاول التخلص منها.
وبعد أن نشرَع في إدارة وقتنا، سنجد كثيرًا من العقبات في الطريق؛ عقبات إيمانية مثل كثرةِ الذنوب والمعاصي وضعف العلاقة مع الله، والغفلة عن محاسبة النفس ووساوس الشيطان، والفتور والركون إلى الهوى، وسنجد عقبات شخصية مثل إهمال المتابعة اليومية وعدم تحديد الأهداف، أو إعداد برنامج واضح للحياة والظروف العائلية والصحية، وكثرة النوم وتراكم الأعمال وعدم وجود مواعيد ثابتة للعمل مثلًا، وسنجد عقبات اجتماعية مثل عدم احترام المجتمع المحيط لقيمة الوقت أو الزيارات المفاجئة أو اتساع علاقاتنا الاجتماعية، والوعي بهذه العقبات هو بداية حلها، وعلى كلٍّ منا أن يصبر على ما يواجهه من عقبات وأن يتخطاها بطريقته الخاصة، لكن من دون أن يحمل نفسه فوق طاقتها.
وقد تتساءل -عزيزي القارئ- من هؤلاء اللصوص الذين حذرتك منهم؟ إنهم لصوص الوقت، أقرب الناس إليك، وأولهم أنت، أجل أنت أكبر لص لوقتك، دون أن تشعر، كذلك أقرب الناس إليك الذين يشغلونك عن إنجاز مهامك اليومية، وأكثر الأشياء التي تحبها، فلو قلنا مثلًا إنك تقضي ساعتين فقط مع هاتفك المحمول، فهذا يعني 730 ساعة أخرى في السنة، فهل هذا هو الاستغلال الأمثل لساعات وقتك، أم أنها قد سرقت، والسارق أنت وأعز ما تملك؟! ومن ضمن لصوص الوقت الألعاب والبرامج الترفيهية التي ينفق المرء فيها ساعات بلا نفع، أيضًا التسويف والمماطلة، وعدم ترتيب الأولويات، والمقاطعات المفاجئة، وأوقات الانتظار، وقلة النظام والترتيب.
الفكرة من كتاب إدارة الوقت
تمضي الساعات والأيام والسنوات متتابعةً ولا نتوقف لنسأل أنفسنا، ما الوقت؟ هل نضيعه أم نستثمره؟ نؤجل دائمًا العمل على أفكارنا ومشاريعنا النافعة، ونؤجل تعلم أمور جديدة بحجة أننا لا نملك الوقت، وهي حجة واهية.
في هذا الكتاب سنتعرف على كيفية إدارة الوقت، وما فائدتها، وما العقبات التي يمكن أن تواجهنا، ونناقش بعض الاستشكالات حولها، وغير ذلك سعيًا لحسن اغتنام أوقاتنا.
مؤلف كتاب إدارة الوقت
إبراهيم الفقي: كاتب ومحاضر مصري، ويعد رائدًا للتنمية البشرية في المنطقة العربية، قدَّم الكثير من المحاضرات والدورات حول العالم، وله العديد من الكتب التي تُرجمت للغات مختلفة، وُلد عام 1950 وتوفي عام 2012.
من أبرز مؤلفاته: «حياة بلا توتر»، و«قوة الذكاء الروحي»، و«المفاتيح العشرة للنجاح»، و«العمل الجماعي»، و«طريق النجاح»، و«الثقة والاعتزاز بالنفس».