احذر من شهوات أربع!
احذر من شهوات أربع!
الشهوات حلوة الطعم، ولكن جمالها يتبعه الحسرة والندامة، فحارب شهوات نفسك، وتغلَّب عليها!
ومن هذه الشهوات شهوة حب الدنيا وجمع المال، وقد حذَّر منها النبي (ﷺ)، كما جاء في الحديث: “وَاللَّهِ ما الفَقْرَ أخْشَى علَيْكُم، ولَكِنِّي أخْشَى أنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا كما بُسِطَتْ علَى مَن كانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كما تَنَافَسُوهَا، وتُهْلِكَكُمْ كما أهْلَكَتْهُمْ”، ففي وقتنا هذا طغت شهوة حب المال على المجتمع وقد أعمتِ القلوب والأبصار، وصار المال هو المقصد وعم الفساد، وانعدمت الضمائر فأصبح هناك عدم اكتراث أهذا الكسب حلال أم حرام؟ وازداد الغلو في الترفيه، وليتنا نعلم أنه بقدر ما نحزن على الدنيا ننسى هم الآخرة، فأصبحنا نحزن على فوات أمور الدنيا ونتألم لها، فعم السخط على الناس.
ومن هذه الشهوات أيضًا شهوة حب الشهرة، وهي حب التميُّز والظهور والهوس بذلِك، واعتقاد الشخص أنه خير الناس وأنه يجب على الجميع الامتثال لكلامه وآرائه، فيصبح المرء متغطرسًا كثير الفخر بنفسه، ويتبع حب الشهرة شهوة حب الرئاسة، وهي مرتبطة بحبِّ الظهور أيضًا والمقصود منها ليس فقط الرئاسة الدنيوية! بل حتى الرئاسة الدينية لمن له مركز قيادي في الإرشاد والتربية والتوعية، ولو علم الناس عظم هذا الأمر وأنهم محاسبون على كل تقصير في الآخرة، لما اندفعوا إلى هذه المراكز كل هذا الاندفاع، ولكن هذا ليس معناه أن يندثر الخير ويتخفى أهل الصلاح بل إن التوازن مطلوب في تحقيق الغايات النبيلة ووجاهة النفوس الطيبة.
وآخر هذه الشهوات شهوة حب النساء، وهذه الشهوة عذاب لصاحبها إن لم يهذب نفسه ويعالج شهوته ويتغلَّب على هواه! فلا بدَّ للمرء أن يحذر منها ويساعد نفسه على التحكُّم في غريزته وتأديب ذاته وتطهير قلبه من هذه الشهوة، فهي من أخطر الشهوات على القلب وأعظمها مفسدة، يقول (ﷺ): “إنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، وإنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا، فَيَنْظُرُ كيفَ تَعْمَلُونَ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، فإنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ في النِّسَاءِ”.
الفكرة من كتاب بأي قلب نلقاه؟
يقول رسول الله (ﷺ): “أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ”..
هل تساءلنا يومًا متى كانت آخر مرة تفقدنا فيها قلوبنا؟ هل هي حية سليمة، أم قاسية ميتة؟ إن في تصوُّرنا المعتاد أن الموت هو موت الجسد ولم يخطر ببالنا قطُّ أن موت القلوب أشد وأشقى، فلا بدَّ لنا من إنقاذ قلوبنا التي تعبت من طرقات الأوهام والفتن؛ قلوبنا التي تغيرت مع الأيام وكلَّت ومرضتْ.. فما أصعب مرض القلوب لو تعلمون!
في هذا الكتاب يأخذنا الدكتور خالد أبو شادي في رحلة إلى القلب، لنتعرف معًا لماذا القلب تحديدًا؟ وما الآفات التي يتعرض لها وكيف ننجو بقلوبنا، فهيَّا بنا في رحلة تطهير للنفس والسفر بقلوبنا إلى الآخرة.
مؤلف كتاب بأي قلب نلقاه؟
د. خالد أبو شادي: كاتب مصري الجنسية، ولد في محافظة الغربية، ودرس في الكويت، وأكمل دراسته الجامعية في كلية الصيدلة بجامعة القاهرة، له كتب ومحاضرات توعوية، وهو داعية إسلامية يُركز في دعوته على صلاح القلب ووسائل الخروج به من الظلمات.
من أبرز مؤلفاته:
ونطق الحجاب.
الحرب على الكسل.
رحلة البحث عن اليقين.
من الطارق.. أنا رمضان.
أول مرة أصلي وكان للصلاة طعم آخر.