احتياجات النفس البشرية كدافع للسلوك
احتياجات النفس البشرية كدافع للسلوك
من بين جميع مصادر التحفيز البشرية، فالتصرف وفقًا لمبدأ “اللذة والألم” يعد الدافع الأشهر بين الناس، لأن ببساطة كل قراراتنا على مدار اليوم يكون دافعها إما الحصول على اللذة وإما تجنب الألم، وتصنف عقولنا الأشياء كونها مؤلمة أو ممتعة بناءً على تصوراتنا التي نتوقع أن نراها تحدث عندما نفعل شيئًا معينًا، وقد تكون هذه التصورات خاطئة في كثير من الأحيان، مما يفسر فعلنا أشياء قد تضرنا على المدى البعيد.
شكل آخر من أشكال مصادر التحفيز التي تحكم تصرفاتنا، هو نموذج “هرم الاحتياجات” لعالم النفس أبراهام ماسلو، إذ صرح ماسلو عام 1940 أن الناس لديهم الدافع لتحقيق احتياجات معينة، وأن بعضًا منها له الأسبقية على غيره، وعلى رأسها “الاحتياجات الفسيولوجية” التي تتمثل في الهواء والطعام والشراب والمأوى والملبس والدفء والنوم والجنس، وبمجرد أن تُلبى الاحتياجات الفسيولوجية للفرد، يريد الفرد ضمان وجودها ليشعر “بالأمن”، فسيحتاج إلى وظيفة لضمان الأمن المالي، وإلى عائلة وأصدقاء لضمان الأمن العاطفي.
وبعد تلبية الاحتياجات الفسيولوجية والأمنية، يأتي المستوى الثالث مع الحاجة إلى “الحب والانتماء”، وينطوي على مشاعر الانتماء والترابط والحاجة إلى العلاقات العاطفية، ثم يأتي المستوى الرابع مع الحاجة إلى تحقيق إنجازات واكتساب احترام الناس للوصول إلى “تقدير الذات”، وفي أعلى الهرم يأتي “التحقق الذاتي”، وهو الخروج من الذات، وإيثار الآخرين على النفس ومساعدتهم لتلبية احتياجاتهم، وهو مستوًى يتطلب للوصول إليه اجتياز الشخص لكل المستويات السابقة.
الفكرة من كتاب اقرأ الناس كأنهم كتاب: الآن ستعرف ما يُخفيه الآخرون أثناء حديثهم معك، تنبأ بتصرفات الآخرين واكشف أفكارهم.
هل سبق لك أن صادفت شخصًا بدا كأنه يمتلك موهبة طبيعية في قراءة الناس؟ إنهم يظهرون كأنهم مباركون بفهم غريزي لما يفكر فيه الناس، ولماذا يتصرفون بطرائق معينة، إلى حد أنهم قد يتوقعون الكلام الذي سيُقال، هؤلاء هم الذين يتكلمون بحيث يُستمع لهم باهتمام، وهم أيضًا القادرون على كشف كذب الناس أو تلاعبهم بسهولة، إنها تبدو قوة خارقة، كيف يفعلون ذلك؟
الحقيقة أنها ليست شيئًا غريبًا، ولكنها مهارة يمكن تعلمها وإتقانها، بعضهم قد يطلق عليها “ذكاءً عاطفيًّا” أو ببساطة “وعيًا اجتماعيًّا”، وآخرون قد يرون أنها موهبة يستخدمها الاختصاصيون أو المعالجون النفسيون، ومن ناحية أخرى، قد يرى البعض أنها مهارة يطورها المحققون والضباط بالخبرة.
في هذا الكتاب، سنلقي نظرة على كل الطرائق التي تساعد على تطوير تلك المهارة دون الحاجة إلى شهادة في علم النفس، أو الحاجة إلى وجود خبرة مسبقة في مجال التحقيق الجنائي.
مؤلف كتاب اقرأ الناس كأنهم كتاب: الآن ستعرف ما يُخفيه الآخرون أثناء حديثهم معك، تنبأ بتصرفات الآخرين واكشف أفكارهم.
باتريك كينغ: متخصص في التفاعلات الاجتماعية، ومدرب تواصل ومهارات اجتماعية في سان فرانسيسكو وكاليفورنيا، وهو أيضًا الكاتب الأكثر مبيعًا على أمازون في مجال المواعدة والعلاقات، وله عديد من المؤلفات، من أبرزها:
فن التأثير في الآخرين.
تحدث أمام الجميع بجاذبية.
معلومات عن المترجم:
نهى الشاذلي: مُترجمة وروائية مصرية، تخرجت في كلية الآداب، قسم اللغة الإنجليزية، بجامعة الملك سعود بالرياض، ومن أحدث إصداراتها الأدبية، رواية “قبل أن يقتلني زوجي”.