احترس.. هذه العلاقة فيها سُم قاتل
احترس.. هذه العلاقة فيها سُم قاتل
توجد بعض العلامات إذا ظهرت على الطرف الآخر فهذا دليل واضح على أن هذه العلاقة سامة، فإذا ظن طرف أنه أعلى من الطرف الآخر، وبدأ يتعامل معه بازدراء ويتعمد جرحه وإحراجه أمام الجميع، فهذه علاقة سامة تُسمى Contempt، يحاول فيها هذا الفرد اكتساب ثقة مزيفة بالغطرسة وإسقاط التراكمات التي اكتسبها نتيجة التربية الخاطئة، ويوجد نوع آخر من العلاقات يكون فيها أحد الأطراف كالاحتلال، بمجرد أن يتمكن من الأرض يحاول أن يغير معالمها، ويرسم تفاصيلها وفق أغراضه، ويشترك معه الشخص السلبي العدواني في عدم رغبته في فهم احتياجات الطرف الآخر، لكن الفرق هو الدافع وراء سلوكه، فالسلبي العدواني شخص مُتمسك باحتياجاته الشخصيَّة، وإذا فكر في تلبية احتياجات الطرف الآخر، يُلبيها من منظور احتياجاته، ويؤدي الضغط عليه وانتقاد سلوكه إلى الخروج من حالة الصمت والهجوم.
ويوجد نوع آخر لا يكترث أيضًا لتلبية احتياجات الطرف الآخر، وتسير العلاقة معه في اتجاه واحد، ولا يتقبل غياب الطرف الآخر في أثناء أزماته، لكنه يتفنن في خلق الحجج والأعذار لتبرير غيابه، وهو مصدر للطاقة السلبيَّة، مثله كمثل لصوص السعادة، وهم الأشخاص الذين يتسمون بردود الأفعال الباردة السلبية بخاصة في لحظات السعادة، ولا يكترثون لإفساد لحظات النجاح والانتصار، ويشترك معهم في هذه الصفة أشخاص يُطلق عليهم خفافيش الظلام، وهم أشخاص يدفعهم الشعور بالغيرة والحقد، ويرغبون في لفت الأنظار بتعظيم أفعالهم والتقليل من أفعال الآخرين، أسلوبهم يُشبه أسلوب شخصية الطاووس، لكن الدافع وراء سلوك شخصية الطاووس هو الغرور، فهو شخص فاقد للثقة ويخفي ذلك وراء إثارة الإعجاب واحتقار الآخرين.
يحتاج الفرد في أثناء تعامله مع الشخصية المتغطرسة إلى أقصى درجة من ضبط النفس، وهذا أيضًا ما تحتاج إليه الشخصيات غير الناضجة انفعاليًّا، التي تتصرف بهدوء ورَزانة تارة، وبجنون تارة أخرى، فهم أشخاص غير قادرين على التعبير عن مشاعرهم بالشكل الصحيح، أما الكاذب فيُتعامل معه بناءً على دوافعه، وهي: إما سوء النية، إذ يُخفي سرًّا ليتقبله الطرف الآخر كالفرد الذي يشوه صورة شريكه السابق من أجل اصطياد ضحية جديدة، وإما الخوف، إذ يستخدمه آليةً للدفاع عن نفسه ضد هجوم أو نقد.
الفكرة من كتاب الزم حدودك: روشتة واقعية للتعافي من العلاقات المؤذية
هل سبق وشعرت في أثناء تعاملك مع شخص ما باستنزاف صحتك النفسيَّة والجسديَّة؟ وهل شعرت أن علاقتكما تتسم بعدم الأمان بسبب التوتر المستمر والشعور الدائم بالتهديد؟ ومن منكما يكون محقًّا؟ هل الطرف الآخر مُحق في كونك السبب وراء هذا التوتر؟ أم إنه هو السبب؟ هل يعقل أن كليكما السبب؟ ولكن مهلًا.. أيًّا كان السبب، لماذا تستمران في هذه العلاقة؟!
سنسكتشف من خلال هذا الكتاب العلاقات السامة وأثرها، وسر الوقوع فيها والتمسك بها، بالإضافة إلى بعض الأوبئة أو الفيروسات التي تتسبب في إفساد العلاقة.
مؤلف كتاب الزم حدودك: روشتة واقعية للتعافي من العلاقات المؤذية
علي موسى: كاتب وخبير في العلاقات وتطوير الذات، حاصل على البكالوريوس في علوم الاتصال من كلية الإعلام جامعة القاهرة، ودبلومة الصحة النفسيَّة من جامعة عين شمس، وشهادات من غرفة التجارة الأمريكيَّة والاتحاد الدولي للمدربين في مجال التطوير والقيادة، بالإضافة إلى شهادات من الولايات المُتحدة الأمريكيَّة في مجال التدريب، قدم عديدًا من الاستشارات والمحاضرات في العلاقات الأسريَّة وتطوير الذات داخل مصر وخارجها، كما صدر له عدد من المؤلفات، منها:
كتاب GPS: كيف تعيش سعيدًا بعد الزواج.
اكتفيت: لا مزيد من الوجع.. لا مزيد من الخذلان.
تعافيت: طريقك نحو التحرر من قيود التعلق العاطفي والإساءات النفسية.