احترس من الألاعيب النفسيَّة
احترس من الألاعيب النفسيَّة
كما ذكرنا، تستخدم الشخصيات السامة الألاعيب النفسيَّة للسيطرة على الضحية بشكل كامل،كغرس شعور الخزي والعار عبر استخدام عبارات مثل “أنت فاشل ولن تتغير”، و”من تظن نفسك؟” و”لن تصل أبدًا إلى أي شيء”، وتوجيه الإساءة الجسديَّة أو النفسيَّة بشكل مُستمر، لترى الضحية أنها بالفعل عديمة الفائدة وتُقرر التقوقع والاختفاء أو الغضب، أو قد يصل الأمر إلى إيذاء النفس، وعلى النقيض من هذا النمط، قد يستخدم المُسيء الصمت العقابي، فمن الطبيعي ألا يرغب أي شخص في التحدث عندما يكون غاضبًا أو مُحبطًا، لكن لا يبدو الأمر طبيعيًّا إذا استُخدِمَ الصمت بانتظام للتأثير في السلوك والتحكم، فهذه صورة من صور الإساءة العاطفيَّة.
كذلك الابتزاز العاطفي، وهو تكتيك من خلاله يستخدم المُسيء -سواء بقصد أو غير قصد- نقاط ضعف الضحية للتحكم في سلوكها أو لجعلها ترى الأشياء من منظوره، يظهر في عبارات مثل “لو كنت بالفعل تُحبني لفعلت ما أطلبه منك”، وهذا يضع الضحية تحت ضغط عاطفي شديد، فإما الخضوع وإما مواجهة حقول من الشعور بالذنب أو الغضب الشديد، هناك نوع آخر من الضغط والاستنزاف يشعر به الفرد إذا تعامل مع العاطفي السلبي، وهو شخص غير قادر على تحويل مشاعره السلبيَّة إلى كلمات ليعبر عنها بشكل غير مباشر وعدواني ليعاني من يتعامل معه من حل ألغاز وفك طلاسم تصرفاته.
أما الأسوأ فهو التلاعب بالعقول، إذ تبدأ العلاقة بمرحلة مُفعمة بالحب والاهتمام الشديد، ثُمَّ يتلاعب المُسيء بتصور الضحية للواقع لجعلها تبدأ بالشك في ذكرياتها وحُكمها، ومن ثم تفقد الثقة بالنفس ببطء فتُصبح معتمدة بشكل كلي عليه وتخضع لإرادته، هذا النمط يُشبه إلى حد كبير القصف العاطفي المُكثف، إذ يقصف المُسيء -النرجسي غالبًا- الضحيةَ بكمية كبيرة من المودة والإطراء والثناء والهدايا، ويتوغل في حياتها ثُمَّ فجأة تنقلب الأمور رأسًا على عقب، ليترك الضحية في حالة من الحيرة والتخبط، وفي النهاية تفعل أي شيء يطلبه لتحصل على جُرعة من الاهتمام.
الفكرة من كتاب تعافيت.. طريقك نحو التحرر من قيود التعلق العاطفي والإساءات النفسية
“تغافل لكي تستمر الحياة”..
“هكذا هي الحياة”..
“لا أحد سعيد”..
هذه عينة من المُثبطات التي تُستخدم للبقاء في العلاقات السامة، فالطبيعة البشريَّة تُفضل البقاء في منطقة الأمان الضيقة | comfort zone بدلًا من السعي إلى التغيير، وتنتظر أن تتغير الأوضاع وحدها دون تدخل، لكن كما وعد الله -عز وجل- في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾، وأولى خطوات التغيير هي خطوة استكشاف البذور المُسرطنة التي غُرست في العقول منذ الطفولة، وكيف تحولت تلك البذور إلى أفكار وسلوكيات وأدوار مُشوهة جعلت من ذويها فريسة سهلة للإساءة والاستغلال.
مؤلف كتاب تعافيت.. طريقك نحو التحرر من قيود التعلق العاطفي والإساءات النفسية
علي موسى: كاتب وخبير العلاقات وتطوير الذات، حاصل على البكالوريوس في علوم الاتصال من كلية الإعلام جامعة القاهرة، ودبلومة الصحة النفسيَّة من جامعة عين شمس، وشهادات من غرفة التجارة الأمريكيَّة والاتحاد الدولي للمدربين في مجال التطوير والقيادة، بالإضافة إلى شهادات من الولايات المُتحدة الأمريكيَّة في مجال التدريب، قدم عديدًا من الاستشارات والمحاضرات في العلاقات الأسريَّة وتطوير الذات داخل مصر وخارجها، كما صدر له عدد من المؤلفات، منها:
كتاب GPS: كيف تعيش سعيدًا بعد الزواج.
اكتفيت: لا مزيد من الوجع – لا مزيد من الخذلان.
الزم حدودك: روشتة واقعية للتعافي من العلاقات المؤذية.