اجعل سلوكك يسبق دوافعك
اجعل سلوكك يسبق دوافعك
إذا كنت تريد فعل شيء ما وكان هذا الفعل ثقيلًا على قلبك، فابدأ في فعله بجرعات صغيرة، ثم زد ذلك الفعل يوميًّا حتى تألفه وتتكون العادة، وبعد عدة أشهر سوف تُفاجأ بنتيجة عظيمة.
لذلك يجب ألا تنتظر أن يأتيك المزاج أو الدافع لفعل شيء ما، حتى إن كنت تشعر بالكسل الشديد، فأنت بذلك تقوي قشرتك المخية العليا للسيطرة على عقلك الباطن، وكل ما تحتاج إلى فعله هو وقف كثرة التفكير والركون إلى الدوافع قبل فعل الشيء، فقط افعله.
البعض يبدأ بفعل الشيء، وعندما يصادفه أول عائق للاستمرار يتوقف ويقول إن هذا العمل لا يناسبه وعليه التوقف، أو يتحجج بأن قلبه غير مطمئن لفعل ذلك الشيء فيصرف النظر عن فعله، تلك عادة من عادات الفشل، ينبغي تجاهلها والتركيز على ما تفعل، فقط اجعل سلوكك يسبق دوافعك.
وأفضل طريقة لإنجاز المهام الصعبة هي أن تبدأ بها يومك، لأن إرادتك تكون في أعلى مستوياتها بمجرد استيقاظك من النوم، وستكتشف حينها أن العمل الذي يستغرق منك وقتًا طويلًا قد أُنجز في وقت أقل بكثير، وبعد إنجازك لتلك المهمة الصعبة، يمكنك أن تكافئ نفسك بعد ذلك بالمكافأة التي تنتظرها على أحر من الجمر.
عندما تقارن بين شعورك خلال تصفح رسائل التواصل الاجتماعي في الصباح دون إنجاز أية مهام، وشعورك الرائع بالراحة وأنت تفعل الشيء نفسه بعد الانتهاء من مهمتك الصباحية الثقيلة، ستشعر بالفرق حتمًا.
ففي الحالة الأولى، على الرغم من أن وسائل التواصل الاجتماعي توفر لنا قدرًا من الإعجاب والتقدير الذي نبحث عنه، فإن شعورنا بالتقصير في أداء مهامنا يدفعنا إلى عدم الاستمتاع.
نحن نواجه تحديًا يوميًّا بين ما “نحب” أن نفعل، وما ” يجب” أن نفعل، لذا لا تنسَ أبدًا أن تبدأ بما “يجب” عليك فعله، ثم تكافئ نفسك بما “تحب” أن تفعله.
الفكرة من كتاب تبدأ الحياة خارج منطقة راحتك
هل تعلم لماذا تختار دومًا كوبًا معينًا لشرب القهوة في كل مرة؟ وما الدافع وراء حفاظك على نمط ثابت من الألوان في ثيابك؟ ولماذا -عندما تذهب إلى مطعم- تطلب الأطباق نفسها التي طلبتها مئات المرات؟
إنها منطقة راحتك يا عزيزي، تلك المنطقة التي يتشبث بها عقلك اللا واعي خوفًا من تجربة أي شيء جديد وغير مألوف لديه، إنه الشعور الزائف بالسعادة والاستقرار الذي يقنعك به عقلك الباطن عندما تعتاد مرارًا وتكرارًا فعل الشيء نفسه.
حسنًا، كيف يمكن التغلب على ذلك الشعور بالتشبث بدائرة الراحة؟
قبل الإجابة عن ذلك السؤال سنحتاج أولًا إلى فهم كيفية عمل مخ الإنسان، وماذا يدور في باطنه يمنعنا من التحرر من القيود التي نضعها لأنفسنا، حتى نتمكن من تغيير عقليتنا ونظرتنا إلى الأمور من حولنا، ويصبح التغيير حينها سهلًا، ومن ثم يصبح الخروج من دائرة الراحة تلقائيًّا.
مؤلف كتاب تبدأ الحياة خارج منطقة راحتك
لبنى الحَو: هي كاتبة ومهندسة مصرية تشتهر بشغفها بالقراءة والطبخ، لديها صفحات على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي تحت عنوان “عالم لبنى الحو”، حيث تشارك تجاربها ونصائحها في تنظيم المنازل وترتيبها، بالإضافة إلى ذلك هي مؤلفة كتاب “بيت أنيق ودفتر تخطيط”، وتسعى دائمًا إلى مشاركة خبراتها المنزلية ومساعدة الأمهات في إدارة بيوتهن وتنظيمها، من مؤلفاتها:
بيت أنيق ودفتر تخطيط.