اجعل الآخرين قادة
اجعل الآخرين قادة
إعطاء الأوامر وإخبار الناس بما يجب القيام به يوفر الوقت والجهد، لكن إيقاظ إحساس الناس بأهمية ما ينجزون يعطي نتائج أفضل على المدى البعيد ويعزِّز ثقتهم بأنفسهم، فلا تدع غريزة حب السيطرة تتحكَّم في الموقف، ويقول خبير الإدارة بيتر دراكر: “إنَّ أفضل الموظفين هم من يعملون مثل المتطوعين فلا يقومون بالعمل من أجل المال ولكن بسبب حبهم للعمل”، ولا شك أن مبدأ العقاب مُجدٍ ويمنع من ارتكاب الأخطاء وتعطيل العمل لكنه يكوِّن سحابة من المحفزات السلبية، فحاول أن تتجاهل الأخطاء بدل العقاب، وركِّز أكثر على الاحتفاء بالإيجابيات وإعطاء المكافآت.
واحرص على الاحتفال بموظفيك والإشادة بهم باستمرار وانتبه للتفاصيل الدقيقة التي تهمُّهم وتسعدهم بشكل شخصي كالتهنئة بالمناسبات السعيدة الخاصة بهم، والتقِ الآخرين ولا تجعل الرسائل الإلكترونية وسيلة التواصل الوحيدة، وافهم دوافعهم والحافز الذي يحرك كل واحد منهم واستغل هذا بذكاء، فالقائد المحبوب هو من يتعاطف مع الآخرين ويشعر بمعاناتهم ولا يتأخر عن تقديم العون لهم، لكن احذر الانخراط التام في مشكلات الآخرين وتقديم حلول لها دون أن يُطلَب منك ذلك.
العمل مع أشخاص تحبهم ويحبونك من بين الأمور التي تعطي العمل قدرًا من المتعة، وإن فلسفة التوظيف القائمة على مبدأ “موظفون ذوو عقول متفتحة” ناجحة جدًّا، فليس كل المطلوب توظيف أناس ذوي مواهب، بل لديهم القدرة أن يديروا المؤسسة بأكملها ويصبحوا جزءًا من ثقافتها وروحها.
إنَّ علامة النجاح في تحويل الآخرين إلى قادة أن يصبح القائد نفسه زائدًا عن الحد؛ بحيث لو تغيَّب عن العمل لعارض ما فلا يتعطَّل الإنتاج ولا تضطرب المؤسسة، وإذا كنت تستعد بنصف خطة فقط ليتمَّها الآخرون، فقد أتقنوا القيادة، أما إذا كان كل شيء يعتمد على حضور القائد فهو دليل أن الآخرين تابعون وليسوا قادة في أنفسهم.
الفكرة من كتاب كلنا قادة.. القيادة ليست منصبًا بل أسلوب تفكير
هل نحن جميعًا قادة بالفطرة؟ أو يجب أن نكون كذلك، لمواجهة التحديات السريعة والمتغيرة في حياتنا اليومية؟ كيف نطوِّر مهاراتنا القيادية ونجعل الآخرين قادة كذلك من خلال مجموعة من المبادئ يمكن تطبيقها لبناء مؤسسة تجمع بين سرعة الأداء وجودة الإنتاج؟ هذا ما نجد الإجابة عنه في الكتاب الذي بين أيدينا.
مؤلف كتاب كلنا قادة.. القيادة ليست منصبًا بل أسلوب تفكير
فريدريك أرناندر (Fredric Arnander): رائد أعمال سويدي في مجال التكنولوجيا، والرئيس التنفيذي لمجموعة كيبروكر، بدأ حياته المهنية مستشارًا إداريًّا لشركات عالمية، وأنشأ مؤسسة “ترونسفير” وهي مؤسسة ربحية تهدف إلى استحضار متحدثين من عالم الأعمال إلى المدارس لنقل خبراتهم للطلاب، ومن مؤلفاته: Managing.com