اتخاذ القرارات
اتخاذ القرارات
موقعك في الحياة هو نتيجة مباشرة لخياراتك وقراراتك التي اتخذتها يومًا ما، حتى صمتك حين تدخل البعض في حياتك هو قرار في ذاته، ولذلك قال الكاتب “إن الإنسان هو الابن الشرعي لقراراته التي يتخذها في الحياة”، والواقع يؤكد لنا ذلك إذ إن أي قرار سيتم اتخاذه ستترتب عليه مجموعة من النتائج التي ستحدد أمورًا في مستقبلك!
لذا علينا أن ننتبه لقراراتنا ونجعلها قائمة على رؤية وفَهم لواقعنا، مع الوضع في الاعتبار المستقبل بمستجداته وهدفنا الأساسي ببدائله المختلفة، حتى يتسنى لنا البُعد عن نهج العشوائية، ولذلك علينا الابتعاد كل البُعد عن التردد في اتخاذ القرارات، لأنه يدفعنا لقرارات خاطئة، ويلبسنا ثوب المضطرب الفاقد للثقة، مثلما يعني التردد الخسارة للاعب الشطرنج، وسبب ذلك التردد هو الخوف الذي يضخم الأشياء ويجعلنا مرتبكين فاقدي السيطرة على أمورنا، نخاف من اتخاذ قرار التجربة أو من سخرية الآخرين أو من الفشل وصورتنا أمام الآخرين، ولكن الحقيقة أن ذاك الخوف لا يقبع إلا في داخل عقولنا، وأما عن الخوف من اتخاذ قرارات خاطئة، فلا بأس يمكننا تصحيحها وإعادة معالجة القرارات الخاطئة السابقة والبدء من جديد، ولكي نزيد الثقة في أنفسنا عند اتخاذ القرارات، يجب علينا التخلي عن منطقة الراحة والذهاب إلى أرض المعركة، فكما تقول الحكمة القديمة: ” إذا ما أحببت أن تتعلم السباحة، فارمِ بنفسك في النهر”، وليس المقصد من ذلك إلقاء النفس إلى التهلكة، بل تثبيط العزيمة عند مواجهة الأمور بلا الخوف، وعندها سنراها على حقيقتها وليس كما رهبناها من قبل، مع الأخذ في الاعتبار أن لكل موقف أسلوبًا وتكتيكًا، والتعامل بآليات مختلفة مع الأمور، فهناك مشكلات تستدعي الهدوء، وأخرى تحتاج إلى حل حازم، وغيرها تحتاج إلى تباطؤ، وهناك أيضًا من تستوجب حلًّا في التو واللحظة.
الفكرة من كتاب الحياة رُقعة شطرنج
هل تُجيد لَعِبَ الشطرنج؟ لا عليك إن كانت إجابتك لا، فمن المهم أن نولي اهتمامنا تجاه لُعبة الحياة، التي تشبه لُعبة الشطرنج كثيرًا، وفي الوقت نفسه تختلف عنها اختلافًا خطيرًا، لأن الخسارة فيها لا يمكن تعويضها كما في لُعبة الشطرنج، وفي الحياة ليس بالضرورة أن يكون هناك عدو أو خصم؛ قد نتعارك مع ذواتنا، أحلامنا وأمانينا التي تلوح من بعيد .
ولذلك قدم لنا الكاتب ثماني عشرة استراتيجية مختلفة تتشابه كل منها مع إحدى قواعد لعبة الشطرنج، لكي نستطيع الربح في لعبة الحياة وفهم قوانينها وتحديد موقعنا على رقعتها، والتعامل معها باحترافية لا ارتجالية، بأسلوبه البسيط القريب من الشباب، مستشهدًا بآيات قرآنية وأحاديث نبوية، وكثير من القصص.
مؤلف كتاب الحياة رُقعة شطرنج
كريم الشاذلي: كاتب وإعلامي وباحث ومُحاضر مصري في مجال العلوم الإنسانية وتطوير الشخصية والإرشاد الأسري والمجتمعي، وُلد في نوفمبر 1978. استطاع في مدة قياسية أن يصل إلى أكثر من نصف مليون قارئ عربي من خلال 15 كتابًا مطبوعًا، وقد تُرجِمَت كتبه إلى العديد من اللغات،كما تتوافر كل أعماله بلغة برايل للمكفوفين. وقد تقلَّد منصب مدير عام دار أجيال للنشر والتوزيع، وأعطى محاضرات في جميع جامعات مصر، وحلَّ ضيفًا على كثير من البرامج التلفزيونية في الدول العربية. ويقوم الآن على مشروعه الذي أسماه “رخصة قيادة الحياة الزوجية” وهي مجموعة من الدورات التي تهدف إلى تثقيف المقبلين على الزواج والمتزوجين.
له عدة مؤلفات من أشهرها:
امرأة من طراز خاص.
أفكار صغيرة لحياة كبيرة.
لم يخبرونا بهذا قبل أن نتزوج.
ما لم يخبرني به أبي عن الحياة.