اتجاه الرجل والمجتمع نحو عمل المرأة
اتجاه الرجل والمجتمع نحو عمل المرأة
قبل الحرب العالمية كان الاعتقاد السائد أن المرأة غير قادرة على العمل في المجال الصناعي، وأنها ينقصها الذكاء والقوة لتصليح الآلات والتعامل معها، وجاءت الحرب العالمية لتكشف نقيض ذلك، إذ نجحت المرأة في تولي الأعمال خارج المنزل.
على مر التاريخ لم يقبل الرجال عمل المرأة لجَنيِ المال، حتى رجال الطبقة الفقيرة، إذ إن قبول الرجال لعمل المرأة يهدد مكانتهم الاجتماعية وسلطتهم، كما أن التنشئة الاجتماعية للمرأة جعلت أغلب الفتيات ينتظرن الرجل الذي يحقق لهن الحماية والرعاية، حتى وإن رغبن في تحقيق الاستقلالية والحرية فإنهن ينتظرن الرجل الذي سيحقق لهن ذلك، وبدأ تقبل عمل المرأة بعد أن اتخذ معنًى وطنيًّا وأصبح المجتمع يفتخر بالنساء العاملات، ويرى الكاتب أن عمل المنزل رتيب وممل، وأنه كَسِجن يتسبب في انعزال المرأة، وأن تحمل المرأة لأعبائه هو عدم مساواة بين الجنسين، وأن المرأة تكره القيام بشؤون المنزل ورعايته، وأنها تتركه في أي فرصة تسمح لها بالخروج.
إن الاختلافات بين الرجل والمرأة في التفكير والسلوك اختلافات قليلة، وهي اختلافات يُكمل بعضها بعضًا، إذ توجد أعمال تتميز فيها المرأة على الرجل، وابتكار الإنسان لما يخفف عناء العمل من آلات، والاشتراكية في شؤون المنزل وتنظيم النسل، أدى ذلك كله إلى تقليل الاختلافات بين الرجل والمرأة وإلى تذليل الطريق أمام المرأة في المجال الاقتصادي، وقد أسهم دخول النساء إلى عالم الصناعة في تحسين ظروف العمل، فتم وضع قوانين للمصانع، وزيادة النظافة وعوامل الرفاهية والمرح وحسن المعاملة وذلك بما كان لهن من رؤى في الأخلاق والسلوك
الفكرة من كتاب الأغنياء والفقراء
يتناول الكتاب فصلين من كتاب (عمل الإنسان وثروته وسعادته) الذي نُشر عام ١٩٣٢، ويعرض فيه الكاتب رؤيته للنظام الاقتصادي في ذلك الوقت، وما نتج عنه من أضرار، ويطرح بعض الحلول لمواجهتها متأثرًا في ذلك بنزعته الاشتراكية، ويتناول القضايا الخاصة بالغنى والفقر، والمساواة بين الجنسين، والفروق بين الرجل والمرأة، ونظرة المجتمع إلى المرأة العاملة، وأضرار أن يقتصر عملها داخل المنزل، يتناول كل ذلك من ناحية اجتماعية ونفسية، ويعبر عن آماله وما يرجوه في المستقبل من تحقيق هدف الوحدة الإنسانية وأن يعم الخير على الجميع.
مؤلف كتاب الأغنياء والفقراء
هربرت جورج ويلز، أديب ومُفكِّر، وُلِد في إنجلترا عام ١٨٦٦م، من أسرة من الطبقة المتوسطة، تخرج في كلية العلوم من جامعة لندن، يعتنق المذهب الاشتراكي وكان هدفه تحقيق الوحدة العالمية، وكان يُعبر من خلال أدبه عن استيائه من حاضره وعن مستقبل الإنسان الذي يأمله، ويقدم الحلول لمشكلات عصره، قدم ويلز الكثير من الإنتاج الأدبي الذي تضمن البيولوجيا وقصصًا قصيرة تناولت موضوعات علمية، ومؤلفات في الاشتراكية وفي علم الاجتماع، وقصصًا طويلة يظهر فيها تفكيره في المجتمع ونزعته الاشتراكية.
من مؤلفاته: (آلة الزمن) – (لؤلؤة الحب) – (القَلَنسوَة الأُرجوانية).
معلومات عن المترجم
زكي نجيب محمود، فيلسوف ومُفكِّر مصري، وُلِد في محافظة دمياط عام ١٩٠٥م، حصل على بكالوريوس الشرفية في الفلسفة من جامعة لندن، كما حصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة من كلية الملك بلندن، والدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، عمل بالتدريس في العديد من البلدان العربية والأجنبية، ومنها مصر ولبنان والكويت والولايات المتحدة الأمريكية، وكان عضوًا في لجنة التأليف والترجمة والنشر وغيرها من اللجان والمجالس القومية، وحصل على العديد من الجوائز والأوسمة.
من مُؤلفاته: (أرض الأحلام) – (نحو فلسفة علمية).
من الكتب المُترجمة: (فنون الأدب) – (آثرت الحرية).