ابني كيف أساعدك؟
ابني كيف أساعدك؟
من أهم ما يساعد به الآباء أبناءهم هو تشجيع الأسئلة، فالطفل يسأل عما يجهله وهو بحاجة إلى أن يعرف لكي يطمئن، وقد يضيق صبرنا بأسئلتهم أحيانًا، لكن ذلك سبيلهم إلى التعلم والنمو والاطمئنان.
كذلك إذا مرَّ الطفل بتجربة مؤلمة، كموت أحد يعرفه، أو سمع عن حادثة مخيفة فمن المهم عدم تجاهل ذلك ومناقشته مع الطفل وسماع أفكاره وطمأنته، فالأطفال كالكبار يحتاجون إلى البوح ولكن لا يجيدونه، فيحتاجون إلينا لكي نساعدهم على التعبير عن مشاعرهم، وأما التجاهل أو مطالبته بالنسيان فينتجان خوفًا كامنًا ينتظر الفرصة ليطفو على السطح.
ومن المهم توفير الحماية للطفل من تكرار التجارب المخيفة، وخوف الطفل من الكلب لا يصلحه أن تدفعه بجوار كلب حتى يواجه خوفه، كذلك احذر من أن تُعيِّر الطفل بخوفه وتتهمه بالضعف، فذلك لن يزيل خوفه، ولكن سيدفعه لإخفائه عنك وكتمانه بداخله، ليتحوَّل قلقه المدفون إلى اضطراب في النوم، أو تلعثم في الكلام، وغيرها من الأعراض التي لا ندرك أسبابها.
ومن المهم السعي لفهم السبب الحقيقي وراء قلق الطفل أو خوفه، ولا يكون السبب دائمًا واضحًا أو سهلًا، وليس هناك خطة ثابتة لاكتشاف السبب وإنما يحتاج الأمر من الوالدين صبرًا واهتمامًا حقيقيًّا ويقظة، وقربًا من الطفل، حتى نفهمه فنتمكَّن من مساعدته.
عندما تشعر بخوف وقلق طفلك، عليك أن تكون صريحًا وأن تفحص مشاعرك الخاصة، اسأل نفسك أولًا هل تثق بحبك لطفلك؟ هل قمت بمقارنته بغيره أو تعييره بطبع فيه، هل تعكس عليه خلافاتك مع أمه؟ هل تطالب طفلك بأكثر مما يقدر عليه؟ في تلك الحالات يصعب أن يسهم الوالدان في حل الأمور ويكون تدخل الجد أو العم أو المعلم أكثر جدوى وإفادة.
الفكرة من كتاب مخاوف الأطفال
إن أغلب الاضطرابات النفسية قد يكون مردُّها إلى فقدان الطفل الشعور بالأمن، وليس ذلك في الأطفال وحسب، بل وحتى اضطرابات البالغين، وقد نقلِّل من شأن مخاوف الأطفال لصغرها في أعيننا، وقد نمر بأزمة كبيرة ونتجاهل الطفل ظنًّا منا أنه لا يفهم ما يحدث، وقد نسعد بهدوء الطفل دون أن نعلم أن من خلف ذلك الهدوء شبحًا كامنًا في أعماقه.
الخوف من فقد الحب، ومن الوحدة، ومن الظلام، ومن النمو والنضج، وقد لا تتصوَّر أنهم يخافون من أول يوم لهم في هذا العالم، ويكبرون وتكبر مخاوفهم، وما لم يتم احتواؤها فإنها تصبح عائقًا أمام نموِّهم العاطفي والعقلي وحتى الجسدي بشكل صحي، فالتحرُّر من المخاوف هو ما يدفع الطفل لاكتشاف قدراته وتجربتها، فينمو بشكل صحي، فكيف نحمي أطفالنا من الخوف، ليكبروا بنفوس آمنة مطمئنة؟
مؤلف كتاب مخاوف الأطفال
هيلين روس: مارست العلاج النفسي وكانت تدير معهدًا للتحليل النفسي في أمريكا.
معلومات عن المترجم:
الدكتور السيد محمد خيري: حاصل على الدكتوراه في علم النفس، ورئيس سابق لقسم الدراسات النفسية بكلية الآداب جامعة عين شمس، ثم عميدًا للكلية، وهو صاحب كتاب “الإحصاء النفسي”.