ابدأ مبكرًا تصل مبكرًا
ابدأ مبكرًا تصل مبكرًا
كثيرون منا يريدون النتائج السريعة والعاجلة وذات الجهد الأقل، بل كل البشر هكذا، وهذا للأسف غير متحقق حين نتحدث عن عملية التربية، فهي تحتاج وقتًا وصبرًا وحبًّا كبيرًا غير مشروط بنتائج، والنتيجة مضمونة بشرط أن ننتبه لما نريد لأبنائنا في وقت مبكر، وأن نعرف لماذا نريد لهم ذلك الأمر تحديدًا، فنحدِّد الهدف مبكرًا ونهيئ الوسائل.
يتعلم الأطفال سريعًا ويتفاوتون في تلك السرعة إلا أنهم حين يحاطون ببيئة تساعدهم على التعلم وتنمي مهاراتهم فإن النتائج تكون مُرضية للغاية، فإذا أردنا تعليمهم اللغة وإثراء حصيلتهم بالمفردات الجديدة وإكسابهم مهارة القراءة في سن مبكرة فعلينا أن نستغل كل فرصة ووسيلة، وأن ننوِّع بين الطرق والأساليب التعليمية المختلفة فتصبح العملية محببة وممتعة بالنسبة لهم.
إلى جانب البيئة فإن التشجيع على التعلم يساعد الطفل على الاستجابة، فالأسلوب قد ينفِّره ويصرفه تمامًا عما نريد تعليمهم إياه فنفسد من حيث نريد الإصلاح، ذلك لأنهم في سنوات عمرهم الأولى حساسون جدًّا تجاه الخطاب الموجه إليهم، فخطاب الأوامر بالنسبة لهم منفر بخلاف خطاب التشجيع الهادئ الواثق، وهذا الأمر يتطلَّب صبرًا لأنهم بجانب حساسيتهم للخطاب فهم أيضًا في سنوات عمرهم الأولى _ والتي تعد أخصب فترة لزراعة المبادئ وتعلم المهارات المختلفة _ يكونون شديدي التشتُّت ولا يستطيعون التركيز على أمر واحد أكثر من دقيقتين، كما يقول علماء النفس، لذا فإن الصبر هو سيد هذه المرحلة ولا شك، وكما أن تعليمه تحدٍّ بالنسبة له فإن الصبر على ذلك هو تحدٍّ أيضًا بالنسبة للمربين.
الميزة في مراحل التعليم الأولى أن الفطرة ما زالت كما هي؛ نقية صافية، فمن ناحية نحسب أننا نربي لوحدنا وليس هناك من يساعدنا نجد أن الفطرة تلعب معنا دورًا كبيرًا جدًّا، فما معنى أننا حين نغني نجد أطفالنا يحاولون محاكاة أصواتنا تقليدًا لنا؟ وما معنى أننا حين نردِّد لهم أسماء أشخاص ونشير إليهم يستطيعون الربط بين الشخص واسمه؟ هذا كله دليل على أنهم وُلِدوا بفطرة مسبقة تساعدهم على التلقي والتقليد والمحاكاة، وتسمح بإضافة الجديد كل يوم، وكلما بدأنا وانتبهنا مبكرًا لعملية التعليم والتلقين وفَّرنا على أنفسنا وعلى أطفالنا جهدًا ووقتًا، وفتحنا لهم آفاقًا أوسع ومجالات أرحب في عمر صغير.
الفكرة من كتاب أيقظي العبقرية الكامنة في طفلك
معجزة الرياضيات الهندية تعلِّمنا كيف نصنع من أبنائنا معجزات مماثلة، بل وربما أفضل، وفي مجالات متنوعة، فأطفالنا يولدون بفطرة نقية جاهزة للكتابة عليها وتربة خصبة جاهزة للإثمار، فالفكرة تكمن في ماذا نكتب وبماذا نسقي؟
مؤلف كتاب أيقظي العبقرية الكامنة في طفلك
شاكونتالا ديفي: “الحاسوب الإنسان أو الكمبيوتر البشري”، هكذا لُقِّبت لبراعتها في الرياضيات، دخلت موسوعة جينيس للأرقام القياسية على الرغم من أنها تركت الدراسة بعد عامين فقط لمساعدة أسرتها في أعمال السيرك بالهند، بلغ من براعتها أن تفوَّقت على الحاسوب في عدة تحديات معه، ومنها حلها لمعادلة رياضية في 50 ثانية فقط في حين أن الكمبيوتر قام بحلها في 62 ثانية!
ألَّفت العديد من الكتب الخاصة بالرياضات والفك، كما أسست العديد من المدارس أيضًا لتعليم الرياضيات للأطفال بطريقة ممتعة، ومن مؤلفاتها:
Books of numbers
Puzzles to puzzles you
Astrology for you
معلومات عن المترجمة:
عبير زياد الطباع