ابدأ بالتواصل مع الآخرين
ابدأ بالتواصل مع الآخرين
التواصل مع الآخرين ليس بأن تظهر بشكلٍ مثالي، ولكنه يعني أشياء أكثر بكثير من كونك مهذبًا أو لطيفًا، نحن نتواصل حين ننفتح على أنفسنا، ونشارك في كل ما يجعلنا بشرًا، وكلما تواصلت أكثر مع من حولك، حصلت على دعم أكثر من الآخرين وأبعدت الندم عن حياتك، ويحدث التواصل في اللحظة التي يشعر فيها الفرد أن شخصًا يهتمُّ به بإخلاص، وبطبيعتنا الإنسانية فنحن مجبولون على معرفة من يهتمُّ بنا ومن لا يفعل، وهذا موجود في أجسادنا لسبب ما، فلقد حوَّلت عصور التطور عقولنا إلى كاشفات فعَّالة وخطيرة جدًّا، فإذا شعرنا أن أحدًا ما لا يهتمُّ لأمرنا، فأننا نشعر بالبديهة أنه قد يؤذينا.
هناك عدة طرق تساعد على تحقيق تواصل جيد، منها: القيام بتواصل جسدي، كأن تقوم بوضع ذراعك أو كتفك على الشخص الذي ترغب بالتواصل معه، والحرص على التواصل بالعين، وتذكر اسم الشخص الذي تحادثه، كما يُفضِّل إيجاد قاسم مشترك للتحدُّث عنه، مثل مشاركة نقاط الضعف، فمثلما نعمل بجد للحفاظ على مظهر خالٍ من العيوب، فإننا نتواصل بشكل أفضل في اللحظات التي نعترف فيها لأنفسنا بأن هذا غير صحيح، وأحيانًا يعوق الخجل التواصل مع الآخرين، فسلوك الخجل موجود لعدة أسباب، أهمها أننا نعتقد أنه سيمنعنا من التعرُّض للأذى، وسنقول إننا إذا لم ننخرط مع الناس فلن نفشل، أو نتعرَّض للسخرية، ولكن هذا خاطئ، وترياق الخجل هو التواصل.
وذكر الكاتب قصته وكيف أن التواصل مع الآخرين وضع حدًّا للتدمير الذاتي وجعله يتخلَّص من قول كلمة “ولكن”، فهو رغم إعاقته الجسدية كان عونًا للعديد من البشر بصفته معالجًا نفسيًّا، ولو كان استسلم لصعوبات حياته، لكانت انتهت حياته وهو يشعر بالعجز، ويلوم نفسه على كل شيء، ولذا فإن التواصل لا يكون حقيقيًّا إلا عندما تبدأ بالتواصل مع نفسك أولًا، وبعدها تتواصل مع الآخرين، كي لا تندم بعد ذلك عن كل فرصة كان بإمكانك فيها مساعدة شخص ما، وتراجعت لأنك لم تستطع التواصل معه.
الفكرة من كتاب تخلَّص من “ولكن”
إن من المحزن التفكير في أن الناس غالبًا ما يُرغَمون على الاستسلام لكلمة “لكن” بسبب أصدقائهم أو أسرتهم، وهذا يحدث في أغلب الأحيان، فتجد عديدًا من الناس يرغبون في فعل شيء ما، لكنهم يخافون نظرة الناس لهم، ويتوقَّعون حدوث الأسوأ، فالبشر كائنات غريبة، تدَّعي أنها تريد الصراحة، ولكنها في الواقع تكون في حالة إنكار تام لها، فنحن نكذب على أنفسنا بشكل دائم، حين نعلن للعالم بأننا نريد شيئًا، ولكن لا نبذل أي مجهود للحصول عليه، إذ يستسلم الناس لكلمة “لكن” ويعتقدون أنها تضع قيدًا حولهم، ولكن الحقيقة المحزنة هي كلما زاد استخدام كلمة “لكن”، أصبح الإنسان أكثر ضعفًا.
وفي هذا الكتاب قام الكاتب بشرح كيفية وضع حدًّا لتدمير الذات، وكيف تدافع عن نفسك، وتتخلَّص من قول كلمة “ولكن”.
مؤلف كتاب تخلَّص من “ولكن”
شون ستيفنسون (1979-2019): متحدث تحفيزي، وكاتب أمريكي، ولد في 5 مايو 1979 بشيكاغو في الولايات المتحدة الأمريكية، وتُوفِّي عام 2019 عن عمر يُناهِز 40 عامًا، ولقد وُلِدَ بخلل جيني يُسبِّب مرضًا يعرف بمرض العظام الزجاجية، فكانت عظامه هشَّة للغاية، ويمكن لأقل لمسة أن تكسرها، وقد كان الكاتب قدوة للعديد من الناس إذ تغلَّب على إعاقته البدنية، وتمكَّن من تسخير إمكانياته الفطرية لمساعدة الناس، وهو واحد من الخبراء الروَّاد في القضاء على تدمير الذات، ويمتلك عيادته الخاصة للمعالجة النفسية.
من أعماله: “كيف تنجح: تحويل الأحلام إلى واقع للشباب البالغين”.