ابدأ بالأهمّ فالمهمّ
ابدأ بالأهمّ فالمهمّ
إنّ الأسرة هي الأولويّة الأولى في حياة أفرادها، وبخاصّة الأبوين، وعندما لا تكون كذلك ينتج عن ذلك القصور الكثير من العواقب الوخيمة، بالرغم من أنّ الكثير من الأهالي يشعرون أنّ الأسرة هي أولويّتهم الأولى بالفعل، فإنّ انتباههم وتفكيرهم يكون منصبًّا على العمل أو أيّ شيءٍ آخر سواها، والأسلوب المعيشيّ اليوميّ تطغى فيه جوانب كثيرة أو حتى جانب واحد لكنه شيء آخر غير الأسرة، مما يدل على أن الحقيقة الحاصلة هي أن الأسرة في أدنى قائمة الأولويّات، وكثيرًا ما يقع الآباء تحديدًا في هذا الفخّ، لانشغالهم بالارتقاء الوظيفي وتحسين الدخل، مما يصعّب عليهم وضع ولو ساعة في اليوم خالصة لأُسَرِهِم، ولقد أثّرت بعض التغيرات في الحياة الاجتماعيّة المبنيّة على القيم والسلوك، وهي مُتغيرة بشكل مستمر، غير أن التغير الحاصل خصوصًا في الأربعة مجالات الآتي ذِكرها أثَّر بالسلبِ في الحياة الأسريّة؛ المجال الأوّل هو التغيّر في الثقافة الشعبيّة لدى المواطنين
واستبدل كثير من الناس العمل بالمنزل، والمجال الثاني هو القوانين فقد طرأت تغيرات في قوانين الولايات المتحدة بشكلٍ خاص وأغلب دول العالم بشكلٍ عام تصُب في صُلب التماسك الأُسريّ، بطريقة جعلت الزواج يتحول من الميثاق الغليظ، إلى مجرّد وثيقة رسميّة يمكن الإخلال بها في أيّ وقت، والمجال الثالث هو الاقتصاد، فالتضخّم الحاصِل جعل السعي وراء تلبية الاحتياجات الأساسيّة للأسرة أو محاولة الحفاظ على المستوى المعيشي أمرًا أصعب من ذي قبل، أمّا المجال الرابع والأخير فهو التقنية، فقد سمحت بمجالٍ واسع من الاطلاع بغير رقابة، وأخذت من أفراد الأسرة انتباههم
فأصبحت وجوه الجميع مثبتة على هذه الأجهزة المُضيئة، مما ساهم في زيادة التفكك الأُسريّ، وفي ظِل هذه الحياة المُضطربة لا يسعنا سوى مُحاولة الحفاظ بجهدٍ مُضاعف على التماسك الأُسريّ، ويُساعد على هذا الترابط كثيرًا وضعُ وقت أسبوعيّ مُخصص للأسرة كلها، ووضع وقت للقاءات الفرديّة مع الأطفال.
الفكرة من كتاب العادات السبع للأسر الأكثر فعاليّة
هذا الكِتاب عرضٌ على نمط كتاب الكاتِب نفسه “العادات السبع للناس الأكثر فعاليّة”؛ يعرضُ فيه سبعَ عاداتٍ مُؤثرة في بناء الكيان الأُسريّ، ومواجهة التحديات المُتزايدة في زمننا المُعاصر المؤدية إلى تفكك الأُسَر وانحلالها، وقد حدد الكاتب ثلاثة أهدافٍ لهذا الكِتاب، وهي تكوين رؤية واضحة للوجهة، وتكوين خطة للطيران، وتحديد البُوصلة، وقد حاول الكاتب تحقيق هذه الأهداف عبر التعمّق الواقعيّ في حياة الأسر في عصرنا هذا، والواقع الذي تنشأ فيه.
مؤلف كتاب العادات السبع للأسر الأكثر فعاليّة
ستيفن كوفي: كاتب ومؤّلف أمريكيّ وُلِد عام 1932م، بولاية “يوتاه”، وتوفي عام 2012م، عن عُمر يناهز تسعة وسبعين عامًا، حصل على شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال بجامعة “يوتاه”، ثم حصل على درجة الماجستير من جامعة “هارفارد” في التخصص نفسه، وحصل على الدكتوراه من جامعة “بيرجهام يانج” تخصص التعليم الدينيّ، وهو أبٌ لتسعة أبناء، ومُديرُ مؤسسة “فرانكلين كوفي” الواقعة في مدينة “ويست فالي سيتي” الأمريكيّة، وهي مؤسسة استشارات وتدريب للمؤسسات والأفراد، لهُ العديد من المؤلفات أشهرها كتاب “العادات السبع للناس الأكثر فعاليّة“، وكِتاب “الأَوْلَى أولًا“.