ابحث عن عصاك
ابحث عن عصاك
﴿قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى﴾، يريد الله عزّ وجل في أمر العصا هُنا أن يعلمنا شيئين:
الأول: أن لكل واحد من خلقه عصًا وإن اتخذت مظهرًا مختلفًا، فإن كانت عصا موسى يهش بها على غنمه ويحمل بها الزاد ويحارب بها السباع،ومعجزته حين تحولت إلى حية، فإن عصاك قد تجدها في أخٍ أو صديق يساندك، أو شهادة علمية ترفعك، أو مهارة تتقنها فترقيك، وخلف كل موقف عصًا داعمة، حنان الأم من المهد إلى اللحد عصا، والابتسامة -وإن كانت مجاملة- عصًا، وقد تكون أنت نفسك العصا، تتكئ اليوم وتدور الدائرة ويستندون إليك، لذا قدّم لتجد، فنحن أسباب مسخرة بعضنا لبعض، يقول تعالى في سورة الزخرف: ﴿وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا﴾.
وفي هجرة الرسول ﷺ كان أبو بكر عصاه، وأبناؤه عبد الله وأسماء كانا عصا أبيهما، يأتيه ابنه بالأخبار وابنته بالزاد، وعامر بن فهيرة عصا عبد الله وأسماء، يمحو آثارهما من باطن الرمال، وعصاه عبد الله بن أريقط الدليل الهادي.
أما الثاني: فأمر المآرب الأخرى، كلمة ألقيت مجازًا لا تفصيلًا لماهية المآرب لمنع الاستطراد في الحوار الأصل، ويعلمك هذا ألّا تستفيض في الشرح، فكل كلمة زيادة في الإسهاب فرصة أخرى للوقوع في الخطأ، ولم يكن المنصور ليأمر بقتل ابن المقفع لو لم يستفض في كتاب أمان عبد الله بن عليّ عمه قائلاً: “ومتى غدر أمير المؤمنين بعمه فنساؤه طوالق، ودوابه حبس، وعبيده أحرار، والمسلمون في حلّ من بيعته”.
الفكرة من كتاب إلى الظل: قوانين للحياة
قصة دعوة نبيّ الله موسى -عليه السلام- من أقرب قصص الأنبياء إلى قلوب العباد، لأنها تلمس زلات المرء وضعف حيلته لولا إرشاد الله ومعيته له.
ومن خلال رحلتنا مع كتابنا نستخلص قيمًا وقوانين تؤوينا إلى الظل حيث تخطّي الهفوات ومعالجتها، فلكل موقف في حياة موسى -عليه السلام- حكمة يرسلها لنا الله على هيئة قصة، فلا نبرحها حتى نبلغ المقصد ونحفظه عن ظهر قلب.
مؤلف كتاب إلى الظل: قوانين للحياة
علي بن جابر الفيفي: حاصل على درجة الماجستير في تخصص الدعوة، يعمل محاضرًا في قسم اللغة والشريعة في كلية البرامج المشتركة بالمحالة، له أبحاث علمية مميزة في هذا المجال.
من أهم أعماله:
الرجل النبيل، لأنك الله، سوار أمي، حلية الوقار.