ابحث عن الحلول بنفسك
ابحث عن الحلول بنفسك
يعتقد البعض وبخاصةٍ في دنيا الأعمال أن امتلاك الفكرة المتميزة ووضع الخطط المناسبة والنمذجة والتخطيط سيجعل الأمور التنفيذية تسير على أحسن ما يرام؛ وهذا تصوُّر خاطئ ومربك عن دنيا العمل، فالإجراءات التنفيذية لا تسير هنالك بكل هذه البساطة والأريحية، إذ يحتاج الأمر إلى كثيرٍ من الحلول الذاتية والمخارج الجانبية التي قد يضطر إليها اضطرارًا لنجاح العمل واستمراره.
ولأن تنفيذ الأفكار والنماذج هو الخطوة الأصعب والمحك الحقيقي، فقد لا تكون الاستراتيجية التي وضعت كخارطة عمل كافية وحدها، وهذا ما يفسِّر ربما أفضلية الشركات الصغيرة والمبتدئة من حيث التنفيذ على الشركات الكبيرة الروتينية لأن التحرُّر من سطوة النظم والشكليات والمحافظة على البيروقراطية الحاكمة لأجندات الشركات الكبيرة هو ما يجعل من البحث عن الحلول الذاتية للموظفين في المؤسسات الصغيرة أكثر فاعلية وانطلاقًا.
والاعتماد على الذات في هذه المجالات يختلف كثيرًا عما هو متعارف عليه في القواميس، فالاعتماد على الذات في المجال التنفيذي لا يرتبط فقط باستخدام روح المبادرة الشخصية، بل يضاف إلى ذلك ارتباطه بفكرة التحرر من الثقافة التنفيذية للشركات الكبرى، والاعتماد على الحلول الذاتية والموارد القليلة في التنفيذ، والابتعاد عن ضرورة الالتزام بالقنوات التقليدية أو الأساليب المعتادة، إنما هو الانفتاح على أي فكرة يمكن حال تطبيقها تحويل الإنجاز المنتظر إلى حقيقة مشاهدة على أرض الواقع؛ فالأفكار في عالم الإنتاج المبدع لا تساوي شيئًا قبل تنفيذها، والالتزام بطقوس الكبار في التنفيذ فهم سطحي وطقس روتيني لأن النجاح والريادة أمر لا يتطلَّب أكثر من التفكير خارج الصندوق والإيمان بأنك قادر على فعل ذلك.
الفكرة من كتاب التيقُّظ
الذهاب إلى العمل وأداء الوظيفة لغرض الحصول على مقابل مادي أمر ضروري وفي غاية الأهمية، ولتحقيق تقدُّم ملحوظ في الجانب الوظيفي يعمل التيقُّظ الحقيقي على تحويل هذه الوظيفة من مجرد أداء واجب ينبغي الالتزام به إلى مضخَّة دافعية وتشبُّع، لينقلنا من مبدأ التشبُّث بموقع العمل الحالي إلى العمل على التطوير والترقي، ومن التعامل مع الوظيفة برتابة وجمود إلى العمل على الابتكار والتغيير، والانتقال من موقع المتلقي للأوامر والتوجيهات إلى موقع المبادر.
كل هذا وغيره يحاول هذا الكتاب عرضه والتركيز عليه، وذلك بالدعوة والتحريض على روح التيقظ والتحرر من قضبان الاعتياد إلى فيافي الأفكار الخلاقة واستثمار الموارد والقدرات بأقل ما يتاح من فرص وإمكانيات.
مؤلف كتاب التيقُّظ
سحر الهاشمي: مؤسسة جمهورية القهوة، وهي سيدة أعمال بريطانية من أصل إيراني، اشتغلت في المحاماة لفترة طويلة، وتم اختيارها ضمن أكثر 100 سيدة مؤثرة في المجتمع الإنجليزي، ونالت العديد من الألقاب، وفتحت لها أبواب الكثير من البرامج الإذاعية والتليفزيونية، ومن مؤلفاتها: “الجميع قادرون” و”جمهورية القهوة”.