ابحث عن الجانب المفقود
ابحث عن الجانب المفقود
هناك بعض الجوانب التي تؤثر في الدليل أو الفكرة، ورغم ذلك تجدها غائبة عن المشهد إما عن علم وإما عن جهل، ويكون ذكرها لا غنى عنه في تصور المسألة وطبيعة نقاشها، فعند نقاشنا لفكرة ما يجب أن نتأكد أن كل جوانبها حاضرة ونتنبه لما تم إغفاله، ومن الأمثلة التي ذُكرت في الكتاب على ذلك
من يقول: “إن وجود الشر في العالم يدل على عدم وجود الخالق”، وإذا نظرت ستجد أنه تم إغفال جوانب مهمة لهذه الفكرة، منها:
الوصف الديني للحياة الدنيا، وأنها محل للشرور والابتلاءات والنقص والمصائب والكوارث، بجانب ذلك إغفاله سؤال الخير، وهو سؤال وجودي مهم: فمن أين ينبع الخير الكامن داخل الإنسان؟ وكيف يتم تفسيره؟ كذلك إغفال مصادر الشر، فأغلب مصادر هذا الشر الذي يستنكره الناس نابعة من الناس أنفسهم!
مثال آخر: من يقول إن الله تعالى غير موجود لأنه لم يجب دعائي! ومما أُهمل هنا أن هناك أناسًا آخرين كثيرين استجاب الله لهم، كما أن هناك شروطًا لإجابة الدعاء، فبعض الأدعية فيها تعدٍّ فلا تُقبل، بجانب ذلك فالله يعلم وأنتم لا تعلمون، فقد يكون المنع عين العطاء، والشر في أعيننا هو كل الخير، وإن الإجابة مرهونة بعدم الاستعجال.
وهاتان الفكرتان لهما من المناقشة والردود الكثير والكثير، ولكن نعني في هذا الجزء بما يُغفل من الأدلة ويؤثر في التصور والحكم.
الفكرة من كتاب التفكير الناقد للجيل الصاعد
في ظل التعرض الكثيف والهجوم المخيف لموجات التشكيك والشبهات والإشكالات التي تعترض عالمنا اليوم وتغزو فكر الأجيال الصاعدة من أبناء المسلمين، فتضعف يقينهم وتطمس هويتهم لتفصلهم عن جذورهم وتجعلهم تابعين، تبرز الحاجة الملحة إلى مهارات التفكير الناقد معرفةً وتعلمًا وإتقانًا حتى يقدر الفرد على تمييز الأفكار، خبيثها من طيبها وخطئها من صوابها، فلا يكون كالريشة في مهب الريح تتلاعب به حيث شاءت.
فبالمنطق والنقد ثم الفطرة السليمة يهتدي الإنسان إلى الحق ويعرف الطريق المستقيم ليتبعه ويمسك بجذوره، فيهنأ بنعيم اليقين والطمأنينة وينال سعادة الدنيا والآخرة، وهذا ما جاء الكتاب من أجله.
مؤلف كتاب التفكير الناقد للجيل الصاعد
أحمد يوسف السيد: نشأ بمدينة ينبع حتى تخرج من المرحلة الثانوية ثم سكن بالمدينة النبوية، ابتدأ بطلب العلم الشرعي بعناية والده منذ الصِّغَر فحفظ القرآن الكريم والأربعين النووية وعددًا من المتون في مرحلة مبكرة. تلّقى العلم من بعض العُلماء منهم: الشيخ إبراهيم العجلان، والشيخ يحيى بن عبد العزيز، والشيخ عبد الله بن محمد الأمين الشنقيطي.
أنشأ أكاديمية الجيل الصاعد التي تقدم عددًا من البرامج والمسارات التي تهدف إلى تعزيز العقيدة والهوية الإسلامية السليمة والوعي والثقافة للجيل الصاعد.
من مؤلفاته: البناء العقدي للجيل الصاعد، سابغات، كامل الصورة، إلى الجيل الصاعد.