إيران في ظل الحكم الإسلامي

إيران في ظل الحكم الإسلامي
عقب الثورة انفرد الخُمينِي بالسلطة، فاعتقل وأعدم الآلاف من اليساريين بتهمة التواطؤ مع السوفييت، وحاول احتواء الليبراليين، فأوكل رئاسة الوزراء إلى زعيمهم بَارْزَكَان، وفي المقابل أعطى نفسه صلاحيات استثنائية في الدستور الجديد، لكونه القائد الأعلى للثورة، وأنشأ لجنة مركزية من أنصاره، تسيطر على حرس الثورة، وفي الوقت نفسه تشرف على الحكومة الانتقالية، كما هيمن على مؤسسات الدولة، من خلال هيئات البونياد.

بعد رحيل الخُمينِي، اختير عَلِيّ خَامِنْئِي مرشدًا أعلى للثورة، وانتُخب هَاشِمِي رَفْسَنْجَانِي رئيسًا للجمهورية، وفي عام ١٩٩٠م، اتفقت حكومة رَفْسَنْجَانِي والبنك الدولي على حزمة إصلاحات، شملت تحرير التجارة والأسعار، وإلغاء الدعم، وتقليص الخدمات العامة، والخصخصة وتشجيع الاستثمار الأجنبي، وإنشاء مناطق تجارية حرة، وإعادة تنظيم القطاع المالي، لخدمة رأس المال الأجنبي، مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية، وزيادة الدين الخارجي، ومضاعفة البطالة، وتركيز الثروة، وزيادة الفقر.
ومع نهاية رئاسة رَفْسَنْجَانِي، بدأت حالة من التذمر في المجتمع، فظهر تياران متنافسان على السلطة، هما: التيار الإصلاحي الذي نادى بتخفيف الحكم الديني، والمرونة مع الغرب، والتيار المحافظ الذي نادى بالتمسك بنهج الخُمِينِي ومعاداة الغرب، وبالرغم من فوز الإصلاحيين في الانتخابات الرئاسية عام ١٩٩٧، بقيادة مُحَمَّد خَاتَمِي، فقد استمر في سياسات رَفْسَنْجَانِي الاقتصادية، بل زاد من وتيرة الخصخصة، وفي نهاية حكمه، اشتعلت الاحتجاجات والإضرابات العمالية، التي صدتها عصابات الباسيج بالقمع والوحشية.
وقد ظل التدهور الاقتصادي في إيران مستمرًّا، حتى بعد تولي أحْمَدِي نِجَاد، ممثل التيار المحافظ، رئاسةَ الجمهورية، فرغم زيادة أسعار البترول، ارتفعت الأسعار بنسبة ٢٠٠%، وزادت عملية الخصخصة، كما تضاعف حجم الاستثمارات الأمريكية، وزادت الهيمنة الاقتصادية للحرس الجمهوري، وبعد فوز نِجَاد بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية لعام ٢٠٠٩م، اندلعت المظاهرات في إيران، تتهمه بتزوير نتائج الانتخابات، فأُعيد فرز الأصوات، وتأكد فوز نِجَاد.
الفكرة من كتاب إيران: دراسة تاريخية وجيوسياسية
يتناول الكتاب دراسة تاريخ إيران، منذ قيام الإمبراطورية الفارسية قبل الميلاد، حتى تحولها إلى قوة إقليمية في العصر الحالي، ويسلط الضوء على الأحداث الهامة في التاريخ الإيراني، كأزمة مُصدِّق عام ١٩٤٦م، والثورة الإسلامية، وإيران في ظل نظام الحكم الإسلامي، كما يناقش قضية العقوبات الأمريكية على إيران، بعد إطلاق برنامجها النووي، ويتطرق إلى علاقاتها الدولية مع أمريكا وروسيا والصين، وتحالفاتها مع المقاومة الفلسطينية وحزب الله، وتأثير ذلك في صعودها قوةً إقليمية كبرى.
مؤلف كتاب إيران: دراسة تاريخية وجيوسياسية
د. جَمَال وَاكِيم: باحث ومحلل سياسي لبناني، حاصل على دكتوراه في العلاقات الدولية، يدرس التاريخ والعلاقات الدوليّة في الجامعة اللبنانيّة، وعمل مراسلًا في تلفزيون دبي، من أهم مؤلفاته:
صراع القوى الكبرى على سوريا.
سورية ومفاوضات السلام في الشرق الأوسط.
جريمة ولا عقاب: الحرب الأهلية اللبنانية وترميم النظام الطائفي.
د. فُؤَاد خَشِيش: صحفي وباحث لبناني في العلاقات الدولية والشؤون الروسية، حاصل على الدكتوراه في العلاقات الدولية.