إيجاد الطريق
إيجاد الطريق
أغلبنا يعرف قصصًا ملهمة لبعض المرضى الذين واجهوا حياتهم واكتشفوا طموحاتهم من خلال ألمهم، فهل فكّرنا نحن كيف يكتشف الواحد منّا طريقه المميّز من خلال ألمه؟ لا تتعجب يا صديقي، فكل شيء يحدث في حياتك درسٌ مهمّ لك مهما كان صعبًا مؤلمًا، فكم من شخص قد أصابه مرض يوقفه عما كان يطمح إليه ولكنه رغم هذا لم يتوقف! فمن الطبيعي أن نمر جميعًا بالانتكاسات وخيبات الأمل وبالأشياء المُفاجئة التي لم نكن نتوقعها يومًا ما، والتي تجعل حياتنا ومستقبلنا أكثر ضبابية، ولكن -مهما بدا الوضع- لكي تنجح لا بد أن تتقبّل ما أنتَ عليه الآن، وأسرع طريقة لمعرفة موهبتك الحقيقيّة هي تأمّلك في الشيء الذي تراه أنت سهلًا بينما يبدو مزعجًا صعبًا لغيرك.
وأنا أعلم أن قصص تحقيق الأحلام تصبّ في طريقين، الأول طريق الشخص الذي تحدى الظروف وثابر لنيل ما يطمح إليه وواجه الصعوبات بشكل شاق مؤلم حتى وصل منهكًا، والثاني هو الطريق الذي يستسلم له الشخص ويظنه جاهزًا مُقدّرًا، لذا فهو لا يُحرّك ساكنًا ويعتقد أن الحياة تستمر فقط على ما هي عليه. إن الطريق الأول يقول لك إن بإمكانك أن تصبح ما تريد بعد عناء ومشقّة ومثابرة، والطريق الثاني يقول لك إن كل شيء محدد مسبقًا فلا تُجهد نفسك.
ولكن.. ماذا لو كان هناك طريق ثالث يوازن بين الاثنين؟ وهو أن بعض الأشياء بالفعل ستحدث خارجة تمامًا عن السيطرة، ولكن الذي يجعلها فارقة هو طريقة تعاملك معها وردود أفعالك المتميّزة تجاه ما يحصل لك، وهذا حتى لا تقع في دوّامة الأشخاص التعساء الذين يمشون في الحياة هكذا دون معنًى، ويشعرون بالانفصال عن عملهم وينظرون فقط إلى الراتب الشهريّ، ناهيك بأنهم ينتقلون من وظيفة إلى أخرى بحثًا عن السعادة، متجاهلين طريقة تفكيرهم الخطأ ومحاولاتهم تجاه الوجهات التي لا تتناسب مع ميولهم.
الفكرة من كتاب فن العمل.. طريقك لاكتشاف شغفك ومجال عملك الأفضل!
جميعنَا نرغب في إيجاد غايتنا في الحياة، ولكن.. كيف نصل إليها؟ بل كيف نراها من الأساس؟ إنّ رحلة العثور على هدفك وغايتك رحلة مليئة بالملهيات والمشتتات والتجارب، لذا من المُتوقَّع أن تواجه كثيرًا من المنعطفات، ولكن المهم في النهاية أن تصل يا صديقي، فقصص النجاح ليست مستحيلة ولا استثنائية، وجميعنا نمرّ بحكايات قد تجعلنا عظماء في يومٍ ما، المهم أن نرى ما وراء التجارب، وهذا الكتاب سيساعدك على أن تبصر وترى.
مؤلف كتاب فن العمل.. طريقك لاكتشاف شغفك ومجال عملك الأفضل!
جيف جوينز: كاتب ومتحدّث مختص في التواصل، ساهم في كثيرٍ من المنشورات والمدونات، وقد اختارته مجلة التايم واحدًا من أفضل خمسين مُوقِّعًا لعام 2008، يحبّ التواصل مع الآخرين عبر منصاته ومواقعه الإلكترونيّة، إذ إنه يُساعد غيره من الأشخاص المُبدعين، ولديه مدونة باسمه: goinswriter.com، ومن مؤلفاته:
أنتَ كاتب فتصرف وَفقًا لذلك!
الفنانون الحقيقيون لا يجوعون.
معلومات عن المترجم:
أنس سمحان: كاتِب وباحِث ومترجم فلسطيني، يعمل مستشارًا للعلاقات الإعلامية المحلية والإقليمية مع اللجنة العُليا للمشاريع والإرث بقطر، ومن ضمن الكتب التي ترجمها:
قطار إلى باكستان.
فلسفة القهوة.