إياك والانخداع بمفهومٍ خاطئ للنجاح
إياك والانخداع بمفهومٍ خاطئ للنجاح
نركض في هذه الدنيا خلف تحقيق الأهداف، ونسعى إلى هذا وذاك فنطوِّر أنفسنا فيه ثم نتناسى ما هو أهم من هذا كله؛ ألا وهو الصلاة، ويا للمرء من مسكينٍ إذا دعته حاجة من حوائج الدنيا أو مصلحة فيها أو موعدٍ مسبق همَّ وقام، أما الصلاة فلا يصليها وإن صلَّاها أخَّرها وإن أخَّرها ما أعطاها حقها، فأين الطريق إلى الامتياز بهذا إذًا؟! واللهِ إن من يصلي وإن كان أقل منزلةً في مالٍ وعلمٍ لهو على طريق الامتياز وأقدر إليه من شخصٍ لا يصلي ولو وصل إلى ما وصل وحقق ما حقق في هذه الدنيا.
ننتقل بعد ذلك إلى أهم الجذور وهو الإخلاص، ويجدر بنا التنبيه أن الإخلاص يأتي بعد الطاعة، والطاعة تأتي بعد الإيمان بالله تعالى، وإن الإنسان منا إذا خضع لعملية جراحية، على سبيل المثال، فإنه يترك نفسه تمامًا للطبيب المختص يفعل فيه ما يشاء من جراحة وغيرها لأنه يثق فيه، وعلى هذا فقد أطاعه وسلَّم له، فما بالنا برب الكون حين نسلِّم له أمورنا وأيامنا وهمومنا واليوم والغد.
وعلينا إذًا أن نأخذ بالأسباب في النية والفعل ثم التوكُّل على الله، وإن من رحمة المولى (عز وجل) أنه ينظر إلى النية في القلب، وإذا حاسبك فإنه يحاسبك سبحانه على ما اجتهدت فيه لا على ما وصلت إليه، لذا فاطمئن لأن هذه الدنيا رحلة، وما يهم هو أن نشعر بكل ما يمكن أن يعود علينا من كل خطوة نخطوها، فنركز على المُضي قدمًا بما بين أيدينا، ولا نكون كهؤلاء الذين ركضوا فأصبحوا عبيدًا لأهدافهم فنسوا الأيام وما حملت ولربما لا يصلون أيضًا، فإذا بهم يندمون على ما ضيَّعوا.
الفكرة من كتاب الطريق إلى الامتياز
لماذا نجد أناسًا متميزين فيما يفعلونه بشكل يجعلنا نتمنَّى أن نكون مثلهم ولكن نواجه صعوبة في ذلك؟ ولماذا نشعر أننا نمتلك الرغبة في تحقيق ما يعني التميز في حياتنا لكننا نتعثر أمام حاجز عدم معرفة كيف نبدأ؟ وإذا بدأنا فما هي إلا خطوات بسيطة ثم نملُّ راغبين عنها، هل يتوجَّب علينا فعلًا أن نمتلك أهدافًا أم أن الأمر أبسط من كل هذا؟
تميز “الفقي” في كتابه الطريق إلى الامتياز بأن جعله قصة لشاب تائه في حياته كالذي انقطعت عنه أسباب تحقيق ما يتوجَّب تحقيقه، لكنه لم ييأس في البحث عن رجلٍ حكيم نصحوه به، وبالفعل وجده بعد عناء، لتبدأ رحلة النصائح الثمينة.
مؤلف كتاب الطريق إلى الامتياز
إبراهيم الفقي (1950-2021)، هو مدرب ومتحدث تحفيزي، ورئيس مجلس إدارة المركز الكندي للتنمية البشرية، ورئيس مجلس إدارة مجموعة شركات إبراهيم الفقي العالمية، مثَّل مصر في بطولة العالم لرياضة تنس الطاولة عام 1969 بألمانيا الغربية بعد حصوله على بطولة الجمهورية، وقد اشتهر بمحاضراته التحفيزية التي استطاع من خلالها تدريب أكثر من 600 ألف شخص حول العالم باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية.