إن أفضل المنتجات لا تبيع نفسها بنفسها
إن أفضل المنتجات لا تبيع نفسها بنفسها
إن كثيرًا من رجال الأعمال الجدد، والشباب بالتحديد، يعتقدون أنهم قادرون على إثبات أنفسهم في وجه منافسيهم الراسخين والمسيطرين في السوق فقط عن طريق عرض أفضل، أو فكرة أذكى، أو تقديم خدمة للعملاء أكثر احترافية، لكن في الحقيقة هذا الاعتقاد خاطئ وخطير أيضًا، إذ إن العملاء المحتملين لا يكتشفون العارضين الجدد من تلقاء أنفسهم إلا نادرًا، وأنَّى لهم أن يكتشفوا، وهؤلاء العارضون لم يلفتوا انتباههم من خلال إظهار منتجاتهم وخدماتهم بشكل مميَّز، وأكبر دليل على ذلك أن أفضل عارضين للمنتجات والخدمات (في عيون العملاء) هي الشركات المعروفة والمشهورة والمتميِّزة في السوق، وبالتالي لا بد أن نعترف بأن لدينا شيئًا من الشك والريبة وعدم الثقة تجاه الشركات الجديدة وغير المعروفة وغير المشهورة في السوق، وهذا شيء طبيعي يتماشى مع أن الفلَّاح لا يأكل ما لا يعرفه، لذلك نجد أن أصحاب الأعمال الجدد حائرون ومحبطون في مواجهة منافسين أقل منهم كفاءة، ومن هنا تأتي أهمية التسويق، كونه يعزِّز حضورك في السوق، وهذا الحضور يجلب لك الشهرة، تلك الشهرة التي تغذِّي الثقة، وهذه الثقة هي التي تجلب لك العملاء.
حسب الإحصاءات العالمية تغلق خمسون شركة من كل مائة شركة جديدة أبوابها في السنة الأولى من تأسيسها، كما تحتفل عشر شركات فقط من كل مائة شركة بذكرى مرور خمس سنوات على تأسيسها، كما تظهر الدراسات أن إغلاق هذا العدد الكبير من الشركات الفتيَّة ليس راجعًا إلى قلَّة الخبرة أو سوء المنتجات أو الخدمات المعروضة، بل ترجع إلى أن الفرصة لم تُتَح لهذه الشركات حتى تثبت خبرتها وجودة منتجاتها لعددٍ كافٍ من العملاء، وهذا راجع أيضًا إلى التسويق السيئ أو غير الموجود أصلًا، لأن الفكرة مهما كانت جيدة، ومهما كان المنتج أو الخدمة احترافية، فهي لا تبيع نفسها بنفسها، وبالتالي على أصحاب الشركات الجديدة وأصحاب الأعمال الحرَّة أن يقوموا بعمليات تسويق منهجية، خصوصًا في أسواق هذه الأيام، لأن الأسواق أصبحت متشبِّعة ومكتظَّة بالسلع المتنوِّعة، وذلك من أجل أن يجدوا لهم موطئ قدم في السوق، إذ إن سر النجاح ليس في الجودة والخبرة وحسب، بل بالتميُّز في التسويق!
الفكرة من كتاب التسويق.. لأصحاب الشركات الصغيرة والأعمال الحرَّة
يوضِّح الكاتب أن كثيرًا من الشركات الفتيَّة والصغيرة وأصحاب الأعمال الحرَّة يتجاهلون أهمية ودور التسويق كوسيلة لنجاحهم في السوق وإيجاد موطئ قدم لهم، لأنهم يعتقدون أن التسويق يحتاج إلى أموال كثيرة، وبالتالي يبيِّن المؤلف أن هذا اعتقاد خاطئ لأن التسويق أصبح جزءًا لا يتجزَّأ من أعمال الشركات سواء كانت كبيرة أو صغيرة، وأن هذه الشركات الناشئة تستطيع أن تقوم بعملية تسويقية لا تحتاج إلى الأموال وحسب، بل تحتاج إلى الأفكارالخلَّاقة والجرأة والتصميم، وتحقيق الشهرة والتميُّز في المقام الأوَّل، وبناء جسور من الثقة بين الشركة والعميل، عن طريق عملية تسويقية منهجية شاملة ومستمرة.
مؤلف كتاب التسويق.. لأصحاب الشركات الصغيرة والأعمال الحرَّة
توماس غريبر: درس علم الاقتصاد وإدارة الشركات الصغيرة في جامعة نيويورك، وهو خبير استشاري لشؤون الشركات في زيوريخ، كما عمل لمدة ثماني سنوات مديرًا وخبيرًا في مجال الإدارة في نيويورك، وأسهم خلالها في مساعدة العديد من الشركات على الخروج من أزماتها الحادة والنهوض من جديد.
معلومات عن المترجمين:
الدكتور هاني صالح، والدكتور عمار قسيس.