إنه الخريف!
إنه الخريف!
كويو هي كلمةٌ مثيرة للاهتمام، ترجمتها تقريبًا هي “عندما تصبح أوراق الشجر حمراء في الخريف”، تتكوَّن من رمزي كانجي، الأول كو ويعني أحمر، ويستخدم في كلمات أخرى ويمكن أن يحمل معاني مختلفة مثل الشاي الإنجليزي أو أحمر الشفاه، ويحمل تدرُّجًا لونيًّا واسعًا من القرمزي والوردي والأحمر الصارخ إلى لون الشاي المطهو، أما الرمز الثاني يو فيعني ورقة شجر، ويُستخدم في أسماء المكان والنبات والفصول، واستخدامه الأكثر شاعرية هو في كلمة كوتوبا التي تعني اللغة أو الكلمات؛ تقول الكاتبة إن أوراق الشجر هي الكلمات في اللغة اليابانية، وأن اللغة شجرة الكلام؛ وأن الصوت الذي يسقط من شفتي المرء هو أوراق الشجر الساقطة من الشجرة، ويربط ذلك الشِّعر بالخريف أيضًا.
عادةً ما يكون لون الخريف أصفرَ وبُنيًّا؛ حين يغيب الكلوروفيل من أوراق الأشجار، لكن الخريف الياباني يتميز بكونه أحمر وبرتقاليًّا، لوجود صبغة الأنثوسيانين في أوراق أشجار القيقب الياباني والكاكي والكرز، لكن كما تقول الكاتبة: “كويو ليست مجرد ظاهرة طبيعية، إنها توحي بنوع من التأمل، مختلف عن ذلك الخاص بمشاهدة زهرة الكرز، فعلى خلاف هانامي لا تبشِّر كويو بمقدم شهور الصيف، إنها مهلة ما قبل الشتاء، القطعة الأخيرة من الجمال النباتي قبل أن يطغى الجليد على المشهد”.
وأجواء الخريف عمومًا تتلوَّن بلون الطبيعة، فنجد كعكات الأرز الحلو الحمراء والصفراء المدموغة بأشكال ورقة الشجر، وشاي نبات الأرقطيون الساخن، ونشم الماكريل المشوي والبطاطا الحُلوة، ويرتدي الناس الكيمونو الخمري، ويذهبون في رحلات أسرية لرؤية أشجار القيقب.
وصول رفيقتنا كان في بداية الخريف، وقد ذهبت في نزهة عند سفح يوتاي-سان، حيث تهب رياح باردةٌ جدًّا، ومطرٌ خفيف وضباب، منحدرات مغطَّاة بالسرخس، ثم منحدرات يملؤها الحصى والتراب، وفي الوادي، هناك شجيرات الإيلكس الياباني، وشجيرات عنب القط، وشجيرات الروان، وخاتم سليمان، وتوت الخزف المُلون، وعلى يوتاي-سان أزهار تبدو كأحجار كريمة ملوَّنة مثل الجنتيانا والجريس الجبلي وزنبق النهار، تبدو ضعيفة، لكنها قادرة على الصمود في مواجهة الثلوج، وفي ذاك البرد، بعد تسلُّق الجبل، يسترخي الجميع في الأونسِن: حمامات الينابيع الحارة الشهيرة.
الفكرة من كتاب المرأة التي تجلب المطر – مذكرات من هوكايدو، اليابان
إن كنت من محبي الرحلات بشكلٍ عام، أو من محبي الطبيعة والنباتات، أو كنت مهتمًّا بالثقافة اليابانية، فتعالَ معنا في هذه الرحلة مع رفيقتنا الكاتبة، لنتعرَّف على هوكايدو وطبيعتها وبعضٍ من أهلها، وعلى شيءٍ من غرائب اللغة اليابانية، وعلى الخريف الياباني المميز، والمزيد في رحلةٍ تجمع المتعة والفائدة.
مؤلف كتاب المرأة التي تجلب المطر – مذكرات من هوكايدو، اليابان
إلينيد جراميش، كاتبةٌ ومترجمة ويلزية ألمانية، ولدت في المملكة المتحدة عام 1989، درست الإنجليزية في جامعة أكسفورد، ودرست الكتابة الإبداعية في جامعة إيست أنجليا، وتدرس الدكتوراه الآن في جامعة آبريستويث، عاشت وعملت في اليابان فترةً بمنحة من مؤسسة دايوا، وتتحدث أربع لغات هي اليابانية والألمانية إضافةً إلى الإنجليزية والويلزية، وكتبت قصصًا قصيرة بالإنجليزية والويلزية، وترجمت رواية “Goldfish Memory” من الويلزية إلى الإنجليزية، وفاز كتابها “المرأة التي تجلب المطر” بجائزة الكتابة الجديدة في ويلز عام 2015.
معلومات عن المترجم:
عبد الرحيم يوسف، شاعر ومترجم مصري، ولد في الإسكندرية عام 1975، ودرس اللغة الإنجليزية في كلية التربية بجامعة الإسكندرية، وتخرج فيها عام 1997 وعمل مدرسًا لعشرين عامًا، وترجم العديد من التقارير مترجمًا حرًّا لمنظمات عالمية.
نشر سبعة دواوين بالعامية المصرية منها: “عفريت العلبة”، وعشرة كتب مترجمة منها “حلم ليلة منتصف الصيف” لويليام شكسبير، وفازت ترجمته لكتاب “ثلاث دراسات حول الأخلاق والفضيلة” لبرنارد ماندفيل بجائزة الدولة التشجيعية للآداب فرع ترجمة الأعمال الفكرية عام 2016.