إنهم يخدعونك!
إنهم يخدعونك!
على العكس من الساحر الذي ترى خدعته وتعرف أنه بمهارة ما يحتال عليك، فإن المُغالط قد لا تعرف أنه احتال عليك، والحق أنه ليس كل مغالط يكون متعمِّدًا للمغالطة، فبعضهم أمناء لدرجة أنهم يعتقدون بالفعل فيما يقدِّمونه من براهين، ولكن على أي حال علينا ألا ننخدع، فبالإضافة إلى ما قدَّمناه من قبل من أخطاء في التفكير نعرض هنا صورًا أخرى للتفكير الخطأ.
يعتقد الكثير من الناس أنه من الحماقة تغيير الحكومات وقت الحرب، ويمثلون لذلك بالراكب الحصان في أثناء عبوره الشاطئ لا يمكنه تغيير حصانه، وهذا التمثيل أو التشابه بين (أ) و (ب) جيد إذا ما استخدمناه لشرح الأفكار الصعبة كما نفعل في الأحياء والكيمياء مثلًا، ولكنه كغيره قد تقع فيه المغالطة؛ ففي مثال الراكب للحصان فإنه قد يفقد حصانه فيسبح إلى الشاطئ سالمًا، وهذا هو التمثيل والتشابه، وعلى الرغم من أنه لا يثبت شيئًا جديدًا فإن الناس تستخدمه للبرهنة على ما يقولون بالاستفادة من العلاقة بين المشبه والمشبه به.
هناك نوع آخر من المغالطات نصطلح عليه (التسمية ذات الصبغة الانفعالية)، ويعتمد المغالط في هذا النوع على تأجيج العاطفة كثيرًا لإثارة الذعر فيك تجاه مرشح مثلًا؛ فيذكر المغالط أن مستر (س) رجعي في تفكيره ويتسبَّب في الخراب والضياع لذوي الدخل المحدود، هنا يدفعنا المغالط إلى إحلال المشاعر محل التفكير المنطقي.
يستخدم المغالطون أساليب أخرى متعددة، منها أسلوب اللف والدَوَران؛ فهناك من يدَّعي مثلًا أن الدراسة لا قيمة لها لأن حفظ الكتب لا يفيد، يشبه تفكير هذا المغالط أسطوانة مصدوعة حيث يردد نفس الشيء بأساليب مختلفة ويقدمها على أنها براهين، وثمة أسلوب آخر يكثر استخدامه في المحاماة؛ إثارة الدموع، حيث يعتمد المغالط على شغلك عن التفكير السليم، ومن الأساليب المستخدمة أيضًا أسلوب التعمية، حيث يركز المغالط على نقاط فرعية لا علاقة لها بالمشكلة؛ كأن يذكر المذيع أن واضع القانون الجديد كان على صلة بشخص آخر كان له ابن أخ على صداقة وطيدة بشخص سبق أن قُبض عليه بتهمة ابتزاز الأموال!
الفكرة من كتاب الطريق إلى التفكير المنطقي
يعد هذا الكتاب دليلًا مُرشدًا للتفكير السليم دون الدخول في متاهات علم النفس أو علم المنطق، ويقدم للقارئ مدخلًا لفهم التفكير ومكوناته وطرق الحصول على الحقائق، مستعرضًا أهم وأبرز أخطاء التفكير والمغالطات المنطقية الأكثر شيوعًا التي يمكن أن نقع فيها أو تلك التي يستخدمها الآخرون للتأثير فينا.
مؤلف كتاب الطريق إلى التفكير المنطقي
ويليام شانر William Shanner: كاتب، ولد عام 1915م، وعمل ضمن مديري معاهد البحث العلمي بأوكلاهوما، ونُشِر له هذا الكتاب، وله كتاب آخر هو “القدرات العقلية الأولية والإنجاز الأكاديمي” نُشر بين عامي 1944 و1947.