إنزال النورماندي.. ونهاية رومل
إنزال النورماندي.. ونهاية رومل
يحكي ابن رومل “مانفريد” قائلًا: إن الفوهرر قد اعترف لرومل أنه كان يجب عليه الأخذ بكلامه لكن الوقت قد فات وسينتهي كل شئ في تونس، وقد تسببت الأحداث الجديدة التي طرأت وأهمها حدوث انقلاب في إيطاليا وسقوط موسوليني، لتأتي الأوامر باتجاه رومل إلى إيطاليا، لكن صدر نبأ استسلام إيطاليا، فغادر إيطاليا إلى الأبد، وانتقلت الأوامر بقيادته لأرض نورماندي.
وضع رومل خطة لمواجهة الحلفاء في فرنسا، وقد تمثلت في إنتاج حقول الألغام الضخمة، ثم وضع عوائق أمام السواحل، وكذلك إقامة موانع ضد الإنزال الجوي، وفي الخامس من يونيو بدأ غزو الحلفاء وإنزال النورماندي، ثم انهالت الطائرات وبدا تفوق الحلفاء، وقد طلب رومل من هتلر الحضور للجبهة والتحدث إلى القادة مباشرةً، كما اقترح تنفيذ انسحاب محدود بهدف توجيه ضربة مدرعة تؤثر في العدو، لكن هتلر لم يفعل سوى أن قال إن النصر يمكن تحقيقه فقط بالصمود بعناد في كل شبر من الأرض، لتنتهي تلك المعركة بانتصار الحلفاء وانتهاء آخر الآمال الألمانية.
بعد ذلك، أقام رومل في منزله بعد إصابته في عينه اليسرى ووجهه، وقد انتشرت أنباء بأنه قد اعتبر الحرب منتهية وينصح بإتمام صلح منفصل، كما تم اتهامه بأنه على صلة بالضباط الذين تم القبض عليهم بعد مؤامرة 20 يوليو، وقد جاء إلى منزله جنرالان، هما “بيرجدورف” و”مايزل”، وبعد حوار دار بينهم، خرج رومل ليخبر زوجته وابنه بهدوء أنه سيموت بعد ربع ساعة، وقال: “إنَّ موتَ المرءِ بيد بني وطنه أمر صعب، ولكن المنزل الآن محاصر وهتلر يتهمني بالخيانة العظمى”، ثم قال بسخرية: “ونظرًا لخدماتي في إفريقيا فلي الخيار في أن أموت بالسم”، وودّع رومل أسرته في هدوء.
الفكرة من كتاب مذكرات رومل
يعتبر إيروين رومل، الذي يُلقب بثعلب الصحراء، أحد أمهر القادة العسكريين في القرن العشرين وخصوصًا في حرب الصحراء ومعارك الدبابات، وكيف لا وهو الذي كانت قواته على بُعد أميال قليلة من الحدود الإسبانية بعد سقوط هولندا وبلجيكا وفرنسا تحت الاحتلال الألماني النازي، وهو الذي استطاع تحويل هزيمة حلفائه الإيطاليين إلى انتصار حاسم في ليبيا أجبر البريطانيين على التراجع حتى العلمين في مصر التي كاد يدخلها.
وبرغم النهاية غير السعيدة، فإن رومل كان شخصية تاريخية مثيرة، سواء من حيث ولاءه لهتلر أو من ناحية دهائه العسكري حتى في أحلك الظروف في شمال إفريقيا أو معركة النورماندي، ويعرض هذا الكتاب مذكرات الفيلد مارشال إيروين رومل في معاركه، وذكريات ابنه معه.
مؤلف كتاب مذكرات رومل
إيروين رومل، هو قائد عسكري ألماني نازي، حاصل على رتبة مشير خلال الحرب العالمية الثانية، وقد خاض معارك ذات أهمية شديدة أبرزها معركة العلمين في الصحراء الغربية بمصر أمام القوات البريطانية بقيادة “مونتجمري”، ومعركة ميدنين بتونس، ومعركة النورماندي.
معلومات عن المترجم:
أيمن محمد عادل: مؤلف وكاتب في المجال الطبي والنفسي، ومن أهم مؤلفاته: كتاب كيف تتغلب على القلق عند الطفل، وكتاب متاعب المعدة والجهاز الهضمي.