إمبراطورية القياصرة وما قبل الاشتراكية
إمبراطورية القياصرة وما قبل الاشتراكية
في عام 1825م كانت روسيا مليئة بكل أوجه المظالم والعبودية، وكانت تحكمها إمبراطورية القياصرة، كما كان الفارق الطبقي هو عنوان هذه الفترة، حيث تكد طبقة الأرقاء في العمل في الأرض، بينما تعيش طبقة الأشراف في الترف والرغد، وعلى الرغم من أن المعارضة كانت في كل مكان بين العبيد والجنود والتجار بسبب التدهور الاقتصادي، فلم تولِّد أية ثورة لكونها غير منظمة ومنقسمة من داخلها إلى قسمين، أحدهما يريد الجمهورية وآخر لا يعارض الملكية لكن مع بعض التعديلات.
ومع تولي القيصر نيكولاس العرش بعدما تنحَّى أخوه الأكبر قسطنطين، خرج سبعمائة جندي من حامية موسكو تحت قيادة ضابطين للاحتجاج على ذلك والمطالبة بتولي قسطنطين وتنحِّي نيكولاس، واستطاعوا كسب تعاطف حشود أخرى، ولكن كانت النتيجة أن أمر نيكولاس بحشد قواته والقضاء على تلك الثورة، وبالفعل سحق نيكولاس أول ثورة روسية تمامًا!
لم يمنع ذلك الفشل نموَّ معارضة واضحة في الشوارع الروسية، وسرعان ما تحوَّلت إلى ثورة ناجحة حين رفضت الحامية العسكرية ببتروجراد – عاصمة روسيا آنذاك- إطلاق النار على الثوار، وسقطت روسيا القيصرية في مارس 1917م، وحاولت التحول إلى قوانين ديمقراطية تقضي بحرية الصحافة والرأي وتأليف النقابات وإلغاء التفرقة العنصرية والدينية وتشكيل دستور وطني، ولكن لم تتحقَّق تلك الطموحات، إذ سيطر أنصار لينين – زعيم المتطرفين في الحزب الاشتراكي الديمقراطي- على السلطة وسيطرت معهم حرب الطبقات وحكم الحزب الواحد، واستطاع فلاديمير إليتش لينين استغلال تذمر الشعب وإسقاط الحكومة المؤقتة وتولي الحكم في 7 نوفمبر 1917م، ثم جاء ستالين في عام 1924م ذلك الرجل الذي اتفقت معه أم اختلفت فإنك ببساطة لا تستطيع أن تتجاهله، وهو الرجل الذي كان يومًا ما أقوى رجل في العالم.
الفكرة من كتاب ستالين
سار الروس على هدي الماركسية في حماسة، واعتنقوا المذهب اعتناقًا صلبًا لا يلين، حتى أصبح مُتحجرًا، وتكوَّن رسل الشيوعية من كلٍّ من ماركس وإنجلز ولينين وستالين، فقد حكم ستالين روسيا نحو ثمانية وعشرين عامًا، ولم يحدث في التاريخ أن جمع حاكم في يده مثل هذه السلطة المطلقة التي كانت لستالين، والذي حكم بها ربع الأرض، ويصدر الكاتب كتابه هذا تزامنًا مع مرور أربعين عامًا على الثورة الروسية، أي خلال فترة حكم خروشيشيف خليفة ستالين، ويناقش شخصية هذا الديكتاتور الصلب ليتعمَّق في خفاياها، فكيف لهذا الذي بدأ حياته لسرقة المصارف لأجل حزبه أن يكون يومًا ما ذا سلطة على كل المصارف؟!
مؤلف كتاب ستالين
فرج جبران: كاتب وصحفي ومترجم مصري، عمل في ديوان المحاسبة بالقاهرة، ترجم العديد من القصص والروايات الفرنسية، كما اشترك في إصدار مجلة “الشعلة”، وفي تحرير آخر ساعة، تُوفي عام 1960م في حادثة اختفاء طائرة أقلعت من بريطانيا ولم يُعثر عليها حتى الآن.
له العديد من الكتب والمؤلفات، منها: “تعال معي إلى أوروبا” و”غرام الملوك” و”ابن بطوطة الثاني”.