إمبراطوريات الذهب.. إفريقيا مجدَّدًا
إمبراطوريات الذهب.. إفريقيا مجدَّدًا
لم تقتصر الكشوف الجغرافية على العالم الجديد فقط، إذ كانت الغاية هي الذهب على أية حال، وقد تبعوه أينما وجد، وقد كان متواريًا هناك بالفعل، في قلب العالم القديم، وكانت الممالك الإفريقية، المعزولة بإرادتها عن البقية، مزدهرة حقًّا، وشاع عنها الكثير من الأساطير التي كوَّنت أفكارًا وتصوُّراتٍ عن هذه الحضارات في أذهانهم، ولم يكن من الصعب عليهم تصديق هذه الأساطير خصوصًا بعدما رأوا الكنوز التي نهبوها من حضارات المكسيك والأمريكتين، وقد كانت بعض هذه الأساطير حقيقية بالفعل وقادرة على إشباع شهية هؤلاء القراصنة، وجذبت حركة التجارة الأعين ناحية تلك المناطق، وتساءل الجميع حول مصدر هذا الذهب، ومن بين هؤلاء استجاب البريطانيون لتلك النداءات ومارسوا فن النهب المعتاد وضم هذه الأراضي إلى التاج.
وكعادة إفريقيا استمر هذا المعدن في جر الوبال على شعوب القارة المتنازعة، فقد كانت الحروب مشتعلة بالفعل في أنحاء كثيرة لأسباب عرقية، ولم يكن اكتشاف الذهب في مكان ما إلا كصب البنزين على النار، وكانت الكونغو ضحية الاستبداد السياسي قبل أن تتعرَّض للغزو والنهب على أيدي جيرانها الذين أورثوها للمتمردين من بعدهم، وحتى في تلك الأماكن التي كانت تحت رعاية الأمم المتحدة لم يختلف الأمر كثيرًا، فقد مارس هؤلاء الجنود سلطتهم وأخذوا ما أرادوا عنوة.
الفكرة من كتاب الذهب.. التنافس على أكثر معادن العالم إغراءً
لقد كان للذهب على مدار التاريخ البشري القدرة على التحكُّم والسطوة على عقول البشر بطرق مختلفة عبر العصور، فقد كان في بعض الأوقات رمزًا للقداسة والقوى الأخروية باعتباره معدنًا خالدًا، ورأى فيه البشر غاياتهم وأحلامهم نحو الخلود، لكن هذه التصوُّرات كانت متغيِّرة كذلك.
يعرض الكتاب بسرد ممتع ممزوج بموهبة أدبية قصة البشر مع الذهب من كونه رمزًا للملكية والثروة الفردية حتى تردِّيه ليصبح مجرد وعاء ثابت ومُستقِر لحفظ الثروة، ثم سلعة تُباع وتُشترى ويتم تحديد سعرها كبقية السلع، لقد اقتُلِع من المركز في سبيل تنصيب ملك آخر من صنيعة البشر، ولكنه أكثر دهاءً.
مؤلف كتاب الذهب.. التنافس على أكثر معادن العالم إغراءً
ماثيو هارت: هو صحفي مقيم في نيويورك عمل في كثير من المجلات المتخصِّصة في الاقتصاد والأسواق المالية مثل وول ستريت جورنال ولندن تايمز، إلى جانب عمله بالعديد من المحطات التلفزيونية مثل ناشيونال جيوغرافيك.
تم عرض كتابه هذا “الذهب” في برنامج على قناة ناشيونال جيوغرافيك.
تم تحويل كتابه “الماس”، والحاصل على جائزة إلى مسلسل درامي قصير، وتُرجِم هذا الكتاب إلى ست لغات.
له العديد من المؤلفات الأخرى مثل:
-the Irish game
-the Russian pink
معلومات عن المترجم:
محمد مجد الدين باكير: متخصِّص في العلوم المالية، ومُهتم بالاستثمار والتمويل والأدوات المالية والمشتقات ومحافظ الاستثمار.
ترجم أيضًا كتاب “إمبراطورية الثورة”، الصادر عن سلسلة عالم المعرفة كذلك.
له مُؤلف بعنوان “محافظ الاستثمار”.