إلى الأمريكتين
إلى الأمريكتين
مع الحركات الاستعمارية، أُخذ الأرز الأفريقي إلى المستعمرات البريطانية والبرتغالية والفرنسية والإسبانية، ومعه العبيد الأفارقة من بلدان سواح الأرز مثل غامبيا وغينيا وجنوب السنغال لخبرتهم في زراعته، وتشكِّل مثلثًا تجاريًّا بين بريطانيا العظمى وأوروبا الغربية وغرب أفريقيا.
وفي القرن السادس عشر وصل الأرز إلى المكسيك مع المحتلين الإسبان، وإلى البرازيل مع الهولنديين وكان المحصول الأساسي للعبيد في حقول قصب السكر هناك.
واكتشف التجار البريطانيون أصحاب مزارع السكر في الأمريكتين أن أنهار كارولينا وسبخاتها ومناخها ملائمة لزراعة الأرز، ووجدوا أن زراعته ستكون مربحة، وجلبوا العبيد الأفارقة المهرة الذين كانوا الأغلى ثمنًا في سوق النخاسين لإنشاء مزارع الأرز الاستعمارية في كارولينا الجنوبية، وعُرِف أرز تلك المزارع بأرز كارولينا الذهبي، وقد أثر وجود الأفارقة كثيرًا في طرق طهي الأرز هناك، بإضافة مكونات طهي الأمريكيين الأصليين مثل الذرة والفلفل الحار، والمكونات الأفريقية مثل الباذنجان والبازلاء وبذور السمسم والبطاطا الحلوة، وكان العبيد المسلمون من نيجيريا والسنغال يعدون طبق هوبنغ جون بلحم البقر بدلًا عن لحم الخنزير، وكعكات الأرز بالعسل، كان ذلك في القرنين السابع عشر والثامن عشر، ومع الحرب الأهلية في القرن التاسع عشر دمرت المزارع واتجهت الزراعة غربًا إلى تكساس ولويزيانا وبراري أركنساو حيث السهول والآلات التي تزيد من الإنتاج.
وفي القرن التاسع عشر أيضًا، أتى المستعمرون الإسبان بمئة ألف عامل صيني يُدعون بالكوليز إلى كوبا للعمل في المزارع والبيوت، وطالبوا بالحصول على الأرز كجزء من أجرتهم، فكان الأرز الآسيوي يستورد في أول الأمر ثم بدأ زراعته هناك، ثم انتقل الكوليز إلى غابات الأمازون في البيرو آخذين معهم الأرز ومحاصيل أخرى، وبوجود الصينيين مع العبيد الأفارقة في كوبا نشأت أطباق جديدة تمزج الطبخ الصيني بالأرز الأفريقي.
الفكرة من كتاب الأرز – تاريخ كوني
هل سمعت من قبل المثل الصيني القائل: “لا تستطيع أمهر ربة بيت أن تطبخ من دون الأرز.”؟ هل أنت من أولئك الذين يعُدُّون الوجبة بلا أرز وجبةً غير حقيقية؟
هل سبق أن تساءلت كيف بدأت حكاية الأرز؟ وما أنواعه وأشكاله؟ ما أثره في الثقافات المختلفة؟ وكيف تتنوَّع طرق إعداده؟ نجيب عن هذه الأسئلة في رحلتنا مع هذا الكتاب.
مؤلف كتاب الأرز – تاريخ كوني
رينيه مارتن: طاهية وكاتبة، مهتمَّة بالطبخ وتاريخ الطعام منذ صغرها، وقد بدأت رحلتها كطاهية في المطاعم الفرنسية في مدينة نيويورك، ومنها مطعم فلورِت، ثم حصلت على ماجستير الآداب في دراسات الطعام من جامعة نيويورك، وتعمل بالتدريس في مؤسسة نيويورك لتعليم الطهي، وكتبت عن تاريخ الطعام، وفن الطهي، وطرق الطعام foodways، والصناعات الغذائية، والكتاب الذي بين أيدينا هو أول كتبها، وقد نُشر عام 2014.
معلومات عن المترجمة:
عَنود حمد: مترجمة إماراتية، حصلت على البكالوريوس في اللغة الإنجليزية وآدابها عام 2008، دخلت مجال الترجمة أثناء دراستها الجامعية.
ترجمت ثلاث قصص أطفال مع مشروع “كلمة” الإماراتي للترجمة، هي: “الدب والفراشة”، و”كم لخيط طويل أن يطول؟”، و”حينما يولد وحش ما”، وأيضًا ترجمت هذا الكتاب ضمن نفس المشروع.