إلى أين يسير الأدب العالمي؟ فخ العولمة
إلى أين يسير الأدب العالمي؟ فخ العولمة
يأخذ النقاد على أدباء العصر الحديث التوجه إلى الأدب الاستهلاكي، وسيلةً سريعة لحشد الجماهير والوصول إلى الشهرة العالمية، لكن هل لا يزال لدى هؤلاء الحق بأن يسموا أنفسهم روادًا للأدب العالمي؟ لقد هيمنت القيم والأساليب الغربية على معظم أركان الأدب العالمي المعاصر، وأصبح من النادر أن نشير إلى كاتب ذائع بوصفه ممثلًا لثقافة قومه وأدب بلاده، ماذا لو اطلعنا على رواية لأحد الأدباء الموصوفين بالعالمية، هل نستطيع أن نستشف من هذا النص روح الثقافة المحلية ونتعرف على المجتمع الذي ينتمي إليه هذا الكاتب؟ نادرًا ما سنفعل، لقد طغت الثقافة المهيمنة على هؤلاء القوم، حتى إنها استبدلت بهموم الشعوب المحلية وأحلامهم، ليتوحد العالم على ثقافة واحدة، ويتوجه جميع أدبائنا إلى قبلة الجمهور الغربي.
عندما نتحدث عن اليابان والمجتمع الياباني، فإننا نتحدث عن واحد من أكثر المجتمعات خصوصية وأصالة تؤدي به إلى العزلة معظم الوقت، ولذلك كان رد فعل النقاد اليابانيين شرسًا للغاية على ملامح العولمة في الأدب الياباني، يُعد “هاروكي موراكامي” أشهر أدباء اليابان المعاصرين، وأحد الأسماء التي ارتبطت بجائزة نوبل في السنوات الأخيرة، يتم التعامل مع موراكامي في الأوساط العالمية ككاتب فذ ورائد للمدرسة الغرائبية، ولكن موراكامي يتحدث عن نفسه فيقول: إن الأوساط الأديبة داخل اليابان تلفظه، وينظر إليه الأدباء والنقاد “كبطة سوداء”، يعتبر اليابانيون أدب موراكامي بعيدًا عن الروح اليابانية، بل تقترب قصصه وحبكاته من الثقافة الأمريكية، وبالنسبة إلى اليابانيين، فإن ذيوع موراكامي وانتشاره العالمي، ليس لجودة أسلوبه وأصالة أفكاره، وتعبيرها عن حضارة اليابان، بل لأنها تُناسب أذواق الأجانب، ليس موراكامي -في نظر النقاد اليابانيين- سوى بائع يصمم سلعته كي تنال إعجاب الجمهور الغربي الذي سيمنحه الجوائز عاجلًا أم آجلًا.
لكن فيمَ أخطأ “موراكامي” حين خرجت شخصياته تتطابق مع النموذج العالمي الذي طُبق على جميع البشر؟ ألا يثبت بهذا أن طريقة عيش الناس في جميع أرجاء العالم أصبحت تقريبًا متطابقة؟ ربما يجب أن نأخذ في الحسبان أن الرجل لم يتخلَّ عن أي مجتمع أو يتنكر لأي ثقافة، بل عبر بصدق عن حال العالم تحت ظلال الحلم الأمريكي.
الفكرة من كتاب خزانة الكتب الجميلة: كيف نقرأ ولماذا؟
عندما يتعلق الأمر بالكتب، فلا مكان للصدفة والاختيار العشوائي، ماذا عن كل تلك الكتب التي شعرت بعد قراءتها أن هذا كان أوانها المناسب، من يختار الآخر؟ ذلك الكتاب أو تلك الرواية التي اقتحمتها وأنت على حافَة اليأس، ثم وجدت كل كلمة تواسيك، وكل سطر يخفف عنك، وكل صفحة تشد من أزرك، لقد انتظرك هذا الكتاب على الرف كل هذا الوقت، حتى يأتي موعد اللقاء المناسب.
يحدثنا الزناتي في هذا الكتاب عن مغامراته ولحظاته الأثيرة مع الكتب والمؤلفين، إذ ينتقل عبر الفصول من مؤلف إلى آخر، مُترجمًا له في البداية ثم ناقدًا لأبرز أعماله، وعارضًا لأكثر أفكاره ومواقفه جدلًا، هذه تجربة قارئ مُتفانٍ، علمته القراءة كيف يكتب.
مؤلف كتاب خزانة الكتب الجميلة: كيف نقرأ ولماذا؟
أحمد الزناتي: كاتب ومترجم مصري، تخرج في قسم اللغة الألمانية بكلية الألسن جامعة عين شمس عام 2000م، حصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال، كما حصل على عديد من الجوائز، منها جائزة الشارقة للإبداع العربي عن روايته “البساط الفيروزي.. في ذكر ما جرى ليونس السمان”، من أعماله:
رواية ماضي.
رواية لعبة الخيول الخشبية.