إلغاء تجارة الرق
إلغاء تجارة الرق
شاع استخدام الرق بكثرة في القرن التاسع عشر، وأيضًا ارتفعت نسبة من قتلوا منهم، فقد تزعَّمت بريطانيا حملة تحريم الإتجار في الرق بعد أن فقدت مستعمراتها في أمريكا الشمالية، ولم يعد الرق من أفريقيا إلى أمريكا يعود بالربح على بريطانيا بعد أن فقدت سيطرتها في أمريكا، ورغم إلغاء تجارة الرقيق، فقد استمرت في زنجبار والساحل الشرقي الأفريقي وبخاصةٍ في مجال زراعة القرنفل وجوز الهند والمطاط والحبوب وحاجة المزارع المتزايدة إلى اليد العاملة من الرقيق.
فقد ألغيت تجارة الرق، مع صعود الاستعمار الإمبريالي، فلم تكن أوروبا لديها اهتمام بالمساواة في الحقوق، لكنها كانت تريد فقط السيادة والسيطرة، فقد رأوا أنهم بدلًا من استيراد العبيد فليحتلوا أراضيهم ويبقونهم فيها يعملون ويستخرجون ثرواتها لصالحهم، وفي تلك الفترة انفصلت أمريكا عن أوروبا، فلم يعد للأوروبيين دور في اصطياد العبيد من أفريقيا وتصديرهم إلى أمريكا، فقد نظروا إلى المصالح العليا لهم في استبقاء الأفريقيين في أفريقيا واستعبادهم فيها لاستخراج الثروات وإرسالها إلى أوروبا.
وفي القرن العشرين أخذ الاسترقاق شكلًا آخر، وهو إذا طلب ملاك أحد المستعمرين عمالًا، ولم ينفذ الأمر كانوا يجلدون الرؤساء بلا شفقة، ويلزمون العاملين أن يأتوا بطعامهم وأدواتهم التي يستعملونها فإذا رفض أحد العاملين ذلك يسجن ويجلد.
الفكرة من كتاب تجارة العبيد في أفريقيا
يتضافر هذا الكتاب مع كتاب “العبودية في أفريقيا” الذي يوضح معاملة العبيد الأفارقة، وقد عرفت القارة الأفريقية ظاهرة الرق قبل مجيء الأوروبيين إليها، فكان الرق مكونًا حيويًّا في إطار المجتمع، وله مكان معين تحدده التقاليد السارية والعادات، ولكن تحولت على يد الأوروبيين إلى عملية وحشية من الصيد الذي لا يرحم، وبعد انتهاء مرحلة الاسترقاق في القارة الأفريقية اتجهوا إلى السيطرة على القارة بأكملها شعبًا وأرضًا، وبدأت مع مرحلة الاستعمار الانقسامات بين أبناء القارة مما ساعدهم على عملية الغزو والسيطرة على أراضي القارة وجني ثرواتها منها.
مؤلف كتاب تجارة العبيد في أفريقيا
عايدة العزب موسى: كاتبة مصرية متخصِّصة في الشأن الأفريقي، ولديها الكثير من الأعمال حول أفريقيا، ولها العديد من المؤلفات والكتب منها: “محنة الصومال من التفتيت إلى القرصنة”، و”جذور العنف في الغرب الأفريقي”، و”حالتا مالي ونيجيريا”.