إعلان قيام دولة إسرائيل
إعلان قيام دولة إسرائيل
فى منتصف ليلة 15 مايو 1948م، أعلنت الحكومة البريطانية إنهاء انتدابها على فلسطين، وفي سويعات النهار الأولى أعلن المجلس الوطني اليهودي قيام دولة إسرائيل! عندها دقت طبول الحرب التي أبت أن تضع أوزارها إلى يومنا هذا، بين كيان غاصب طالما دعمته أعظم القوى العسكرية في العالم، وبين الجيوش العربية التي لم تكن مستعدة للحرب، ليولد مصطلح جديد في القاموس العربي يسمى “نكبة فلسطين”.
وانقسمت البلاد بعد تلك النكبة إلى أشلاء ثلاثة، لا يحمل أى منها اسم فلسطين، أقبحها ما استولى عليه اليهود ومساحته 77%، وآلت الضفة الغربية (21.7%) إلى الأردن، في حين ضمت مصر قطاع غزة (1.3%)، أما عن بشاعة الأساليب التي تملك بها اليهود الأرض فحدّث ولا حرج، إذ تم الاستيلاء على أراضي 750,000 لاجئ فلسطيني مُنعوا من العودة ثم عملت على استكمال سياستها في نهب الأراضي بعد إضفاء طابع قانوني، فوضعت ما يقرب من ثلاثين تشريعًا منها:
قانون “الاستيلاء على أرض ساعة الطوارئ” الذي يعطي الحاكم العسكرى حق إغلاق مناطق من البلاد يحظر على العرب دخولها أو الخروج منه.
قانون الأراضي البور 1948م؛ يعطي الحق بمصادرة الأراضي التي لم تجر فلاحتها لمدة سنة كاملة.
قانون المناطق المغلقة 1949م؛ يتيح إغلاق الأرض بحجة إقامة تدريبات عسكرية.
قانون مناطق الأمن 1949م؛ يتيح إغلاق الأرض لدواعٍ أمنية.
قانون استملاك الأراضي 1949م؛ يقضي بتجزئة الملكيات الكبيرة تجنبًا لخطر الإقطاع.
قانون “أملاك الغائبين” 1950م؛ يقضي باستملاك أملاك الغائبين باعتبارها أراضي مهجورةً آلت إلى الدولة.
قانون التصرف 1953م؛ يمنح الدولة حق وضع اليد على الأراضي التي لا يتصرف فيها صاحبها بنفسه ويده، وبموجبه صودر مليون فدان من أملاك 18000 فلسطيني.
الفكرة من كتاب فلسطين وأكذوبة بيع الأرض
من المؤسف أن يقال عن الشعب الذي استمسك بأرضه حتى آخر رمق إنه باعها طواعية واستمتع بثمنها، ومن المؤسف أيضًا أن تسمى القضية “قضية فلسطين” لمحاولة إظهارها حربًا سياسية. أكاذيب عدة تفنن الاحتلال في ترويجها لوأد كل سبل التعاطف مع شعب فلسطين، باعتباره شعبًا معتديًا من البداية، فانتشرت شائعات من نوع “فلسطين أرض بلا شعب”، “الفلسطينيون خرجوا منها طوعًا”، “الحق التاريخي والطبيعي لليهود في فلسطين”، لتنشأ الضرورة للتدليل على حجة العرب ودعواهم كما يقول المؤرخ البريطاني أرنولد توينبي .
ولا شك أن خطر تلك الكذبات ليس في تصديق العالم وتوقفه عن مساندة القضية فقط، بل في خروج أجيال جديدة من أبناء الشعب المحتل تشربوا تلك المزاعم، ليس على أنها مزاعم بل على أنها حقائق مسلم بها، ليجلسوا على طاولة المفاوضات يطالبون بحل الدولتين!
هذا الكتاب الذي نُشر في 2004م، يصور الطرق الشائنة التي سقطت بها فلسطين، منذ كانت ولاية عثمانية حتى سقوطها في قبضة الاحتلال البريطاني الذي سلمها لشتات اليهود على طبق من فضة ليقيموا دولتهم، وأخيرًا سياسة الاحتلال التعسفية التي ما زال يمارسها إلى يومنا هذا من أجل السيطرة على باقي الأرض، ويقدم كذلك أدلة قوية على مزاعمه، ليس على ألسنة العرب ولا حتى المسلمين، بل على ألسنة الصهاينة أنفسهم الذين نشؤوا وتربوا في الأراضي المحتلة.
مؤلف كتاب فلسطين وأكذوبة بيع الأرض
عيسى القدومي: باحث وكاتب صحفي فلسطيني. حاصل على الدكتوراه في التاريخ والفكر الإسلامي عام 2012م. عضو جمعية الصحفيين الكويتية ورئيس تحرير مجلة بيت المقدس. له كتابات في الصراع العربي الصهيوني، والدراسات المتعلقة بالقدس والمسجد الأقصى.
ومن مؤلفاته:
مصطلحات يهودية احذروها.
المسجد الأقصى حقائق لا بد أن تعرف.
المسجد الأقصى الحقيقة والتاريخ.
تاريخ القدس بين تضليل اليهود وتضييع المسلمين.