إعادة ضبط مفهوم الإبداع
إعادة ضبط مفهوم الإبداع
يظن كثير من الناس أن الإبداع هو الموهبة التي تُولد مع الطفل دون تدخُّل من أحد، وهذا فهم خاطئ لأن الإبداع هو رؤية المعتاد بطريقة مختلفة وهو إيجاد حلول غير متوقعة، وبالطبع هذا يختلف عن الاختراع؛ وهو إنتاج شيء جديد بناء على طريقة متبعة وعلم معروف.
ويقوم بعض الآباء بالقضاء على الإبداع لدى أطفالهم دون أن يدروا حين يقولون لهم مثلًا: “ماذا تفعل؟ هذا سخيف، هذا خطر، لا تلمس هذا”، مما يطبع في ذهنهم أن من الخطأ الخروج عن الطرق التقليدية وتفكير الأسرة، ثم يأتي التعليم التلقيني ليكمل المهمة في قتل الإبداع!
ومن أخطاء التربية أيضًا: الظن بأن المبدع هو الذي يتفوَّق في كل شيء، فتجد الآباء يغضبون من الابن حين يحصل على العلامة الكاملة في بعض المواد فقط وليس جميعها، وهذا طلب غير عادل ويحرمنا من اكتشاف الإبداع!
وإذا نظرنا إلى سمات المبدع نجده واسع الخيال يعطي عددًا كبيرًا من الأفكار غير المألوفة ثم ينتقي منها الأفضل، وهو قوي الملاحظة يستطيع التوفيق بين ما قد يبدو متنافرًا وإيجاد أوجه التشابه، وهو شخص إيجابي يحب التغيير والتجديد والتجريب والمحاولة، ويتحلَّى بالكثير من الصبر ويمتلك قدرًا جيدًا من المرونة في التفكير.
الفكرة من كتاب اكتشاف الذات: دليل التميز الشخصي
إن الإنسان في الرؤية الإسلامية هو مركز الكون، حيث إن الله سخَّر له كل ما يصل إليه في السماوات والأرض، وهو عليه أن يستغلَّ ذلك لمعرفة ربه أكثر من خلال معرفة نفسه، حيث يدرك عجزه عن الإحاطة بكل ما حوله، وأنه لا يزال يكتشف المزيد من العلم كل يوم، لا أن يغرق في دائرة الاستهلاكية فينسى نفسه وربه.
والأمة الإسلامية لا تملك الكثير من الثروات المادية لكنها تملك المنهج الرباني الأقوم والثروة البشرية، ولذا كان هذا الكتاب لإعادة توجيه المسلم إلى ما ينفعه.
مؤلف كتاب اكتشاف الذات: دليل التميز الشخصي
عبد الكريم بكار: أحد أبرز المؤلفين في مجالات التربية والفكر الإسلامي، وُلِد في سوريا سنة 1951م، واختصَّ في دراسته بقسم اللغة العربية وتحديدًا في حقل اللغويات، وحصل بعد ذلك على الماجستير في اللغة العربية، ومن ثم الدكتوراه.
من مؤلفاته: “العولمة”، و”العيش في الزمان الصعب”، و”تشكيل عقلية إسلامية معاصرة”.