إعادة تعريف الزواج وظهور العلاقات المثلية والبوليامورية
إعادة تعريف الزواج وظهور العلاقات المثلية والبوليامورية
يوحِّد الزواج بين الزوج والزوجة بشكل كلِّي وشامل على المستويين العاطفي والجسدي، ويتعهَّد بالديمومة والتفرُّد الجنسي والإخلاص الموجه نحو الإنجاب وتزويد الأطفال بأم وأب، ومن ثمَّ يكون من السهل فهم سماته الأساسية في جميع الثقافات الغربية والشرقية كما هو مفهوم تاريخيًّا، إلا إنه في العقود الأخيرة قامت المحكمة العليا في الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول الأوروبية بإعادة تعريف الزواج من أجل القضاء على التكامل الجنسي، إذ قاموا بإلغاء الصفة القانونية للزواج واستبداله بشيء مختلف تمامًا، فقاموا بتعريف الزواج على أنه “رفقة جنسية رومانسية، أو شراكة منزلية أو مساكنة”، ومن ثمَّ اعتبروا أن ما يُميِّز الزواج هو “الكثافة العاطفية”، ومن ثمَّ فهو “اتحاد عاطفي” فقط، ويقولون: “إن الحب يصنع أسرة”، وبناءً على ذلك أصبح لا يهم هل هذا الحب بين شخصين مختلفين في الجنس، أم بين رجلين أو امرأتين من نفس الجنس، بل أصبح الأمر غير مقصور على شخصين، إذ صار لا يهم العدد، فلم يعد يهم هل هذا الحب بين ثلاثة أشخاص أم أكثر في مجموعات جنسية تعرف بالعلاقات البوليامورية، وأصبح البولياموريون يصفون أنفسهم بأنهم الأقلية الجنسية التالية التي يجب احترام حقوقها الإنسانية المشتملة على المساواة في الزواج!
إن الفردية التعبيرية وليبرالية نمط الحياة مبدؤها الرئيس للاستقامة هو الموافقة والرضا، وليس الزواج بين رجل وامرأة، إذ طالما لا يوجد إكراه أو خداع في تدبير الجنس، فإن الخيارات الجنسية لا تثير أي أسئلة أخلاقية عندهم، حتى الزنا لا يمثل أي مشكلة، بل أكثر من ذلك، فإن زنا وسفاح المحارم لا يمثل أي مشكلة البتَّة، ففي سبتمبر عام 2014 أصدر مجلس الأخلاق الألماني تقريرًا يحث فيه البرلمان على إلغاء الحظر القانوني على سفاح المحارم بحجة أن الحظر ينتهك الحريات الأساسية!
وبناءً على ذلك، فإن إلغاء الزواج بوصفة فئة قانونية، وتغيير مسمَّاه إلى الرفقة الجنسية الرومانسية والشراكة المنزلية قد ألحق الأذى بالجميع، بالأطفال والأزواج والمجتمعات بشكلٍ عام، كما أنه يُدمِّر الحرية الدينية وحرية التعبير وتكوين المجتمعات، فكل من يدافع عن النظرة التقليدية للزواج يتم اتهامه بالتطرف والتشدد، وكل من يعارض السلوك الجنسي المثلي يتم فصله من وظيفته ويتعرض للعقوبات، فباسم المساواة في الزواج يتم تقويض الحرية وبخاصةٍ الحرية الدينية وحرية الضمير، ومن ثمَّ فإن على أنصار الزواج والحرية الدينية أن يأخذوا موقفًا حاسمًا ويدعموا الزواج الطبيعي التقليدي والدفاع عنه.
الفكرة من كتاب الضمير وأعداؤه.. مواجهة عقائد العلمانية الليبرالية
يستعرض الكاتب مجموعة من القضايا التي تتعارض مع الفطرة السليمة، فيبين أركان المجتمعات اللائقة والصحية والحقائق الأخلاقية، ويوضح أسباب انتشار العلاقات الجنسية الشاذة كالمثلية وتعدُّد الأزواج رجالًا ونساءً فيما يعرف بالعلاقات البوليامورية، كما يتطرَّق إلى الإجهاض ويعرض الردود المنطقية والأخلاقية والعلمية عليها، وإلى جانب ذلك يوضح ما تتعرَّض له الحرية الدينية من قيود جرَّاء ما يلاقيه معتنقو الأديان من تضيق على حريتهم الدينية بسبب رفضهم لأشكال الزواج الشاذة وقتل الأجنة.
مؤلف كتاب الضمير وأعداؤه.. مواجهة عقائد العلمانية الليبرالية
روبرت بي. جورج: هو مفكر أمريكي، وباحث في القانون، وفيلسوف سياسي، ويعدُّ أحد أبرز المثقفين المحافظين في الولايات المتحدة الأمريكية، حصل على درجة الدكتوراه في القانون من جامعة هارفارد، واشتهر بتخصُّصه ومحاضراته حول التفسير الدستوري، والحريات المدنية، وفلسفة القانون، والفلسفة السياسية، وقد حصل على العديد من الميداليات، كميدالية المواطنين الرئاسيين، وميدالية كانتربري، ومن مؤلفاته:
Natural Law, Liberalism, and Morality.
The Meaning of Marriage: Family, State, Market, And Morals.
Embryo: A Defense of Human Life.
What Is Marriage? Man and Woman: A Defense.
معلومات عن المترجم:
إدريس محمود نجي: هو مترجم لعدد من المقالات والكتب، ومن ترجماته:
مهددات الإلحاد الجديد.. صعود التطرف العلماني.