إعادة التوجيه
إعادة التوجيه
إعادة التوجيه هي كيفية استجابتك عندما يفعل طفلك شيئًا خاطئًا، ويمكن تطبيق إعادة التوجيه بطرائق عدة، منها: الانتظار حتى يصبح طفلك مستعدًّا، فحينما يرتكب طفلك فعلًا أحمق، حاول معالجة ذلك السلوك عندما تكون حالة طفلك الذهنية مستقرة وهادئة، فانتظار الوقت المناسب شيء أساسي يضمن فاعلية التعلم، ومن طرائق إعادة التوجيه كذلك “الاتساق، والبعد عن التصلب”، فيعني الاتساق أو المرونة العمل وَفق فلسفة محددة، فيتسنى للطفل معرفة ما تريده منه، بينما التصلب هو الحفاظ على قواعد ثابتة لا تتزعزع، والهدف من الاتساق هو الحفاظ على أسلوب مرن عند تعاملك مع طفلك، وفي الوقت نفسه وضع الحدود ليعرف أن هناك بعض الأخطاء التي تتطلب منك التفكير فيها بشكل مدروس.
وتطبيق إعادة التوجيه يجعلك أنت وطفلك تكتسبان مهارة “العقل المتبصر” الذي هو أساس الذكاء الاجتماعي والعاطفي، وهو القدرة على النظر داخل عقلك وعقول الآخرين، مما يسمح بتطوير العَلاقات مع الحفاظ على شعور صحي ومستقل بالذات، وفوائد العقل المتبصر كثيرة منها: البصيرة والتعاطف والإصلاح، فيطور الطفل بصيرة شخصية تساعده على استيعاب مشاعره واستجاباته للمواقف الصعبة، والتعاطف يُسهم في إكساب الطفل الوعي بمشاعر الآخرين، وجعله يفكر بعمق في كيف تؤثر أفعاله في المحيطين به، ومِن ثَمَّ يرى الأمور من منظور مختلف، بينما يساعد الإصلاح الأطفال على إشراكهم في آلية تصحيح الموقف، ووضع الأمور في نصابها الصحيح.
وهناك استراتيجيات عدة يساعد اتباعها على تحقيق إعادة التوجيه بشكل فعال، وأولى تلك الاستراتيجيات تقليل الكلمات، فآخر ما يريده طفلك هو محاضرة طويلة عما فعله، ومن الأفضل محاولة معالجة المشاعر الكامنة وراء ذلك السلوك والبعد عن إلقاء المواعظ، وثانية تلك الاستراتيجيات تقبّل المشاعر، وذلك عن طريق جعل طفلك يفرق بين مشاعره وأفعاله، فشتان بين الرغبة في تدمير شيء ما، وتدميره بالفعل، فيجب على طفلك إدراك أن بوسعه الشعور بأي إحساس، ولكن ليس بوسعه أن يفعل ما تمليه عليه مشاعره، أما عن ثالثة تلك الاستراتيجيات فهي إشراك طفلك في عملية تحقيق الانضباط وإعادة التوجيه، ونتيجة لذلك يشعر طفلك بمزيد من الاحترام، فيتجاوب معك في التوصل إلى حلول للمشكلة، فيعمل الآباء والأبناء كفريق واحد، وآخر تلك الاستراتيجيات تعزيز الإيجابيات، فبدلًا من أن تقول لطفلك: “لن تلعب حتى تأكل الفاصوليا”، استخدم طريقة لا تنفره من الفاصوليا مثل: “تناول بعض الفاصوليا، كي تتمكن من اللعب بعدها”.
الفكرة من كتاب تربية خالية من الدراما.. النهج السليم لتهدئة الفوضى ومساعدة نمو عقلية الطفل
هل تُعاني صعوبة عند ضبط سلُوك أطفالك؟ وهل تصرخ على أطفالك بشكل دائم، ثمّ تجد نفسك تتساءل كيف كان من الممكن أن أتصرَّف على نحوٍ أفضل وأتفادى ذلك الصُّراخ؟ وهل تريد أن تصبح والدًا أكثر كفاءة؟ وهل تريد منع سلُوك أطفالك السيئ من دون تدمير عَلاقتك مع الأطفال؟
كلُّ هذا سنعرفه داخل طيّات كتابنا، فهو يقدّم إرشادات للتَّعامل مع طفلك خلال نَوبات غضبه، للتَّقليل من الدِّراما الحادثة وقتها من بكاءٍ وغضبٍ وصراخٍ، فمن خلال معرفتك للرَّابط بين التَّطوُّر العصبي لطفلك وبينك، وأنَّه يتأثر بطريقة تعاملك معه، ستتمكن من تحديد فلسفتك الخاصة في التربية، ومِن ثَمَّ الوُصُول إلى الفَهم وإعادة التَّوجيه نحو الصَّواب، كما ستعرف استراتيجيَّات ووسائل فعَّالة للتَّواصل مع طفلك بطرائق هادئة ومحَّببة، ومِن ثَمَّ ستكون حياتك كأبٍ أو أمٍّ أكثر سهولة، وتربيتك لأطفالك أكثر فاعلية، فتعالَ معي نحقّق ذلك.
مؤلف كتاب تربية خالية من الدراما.. النهج السليم لتهدئة الفوضى ومساعدة نمو عقلية الطفل
دانيال جيه سيجل: طبيب علم نفس ومؤلف، تخرج في كلية الطب بجامعة هارفارد، ويعمل حاليًّا أستاذًا لطب علم النفس في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا، بالإضافة إلى كونه مؤسسًا ومشاركًا في مركز الحفاظ على الصحة في “لوس أنجلوس بكاليفورنيا”، وتعدّ كتبه من أكثر الكتب مبيعًا، ومن أبرزها:
المخ الإيجابي.
طفل المخ الكامل.
عصف الذهن للمراهقين.
كل كبيرة وصغيرة عن تربية الأطفال.
تينا باين برايسون : طبيبة أطفال، وطبيبة نفسية للمراهقين، حصلت على درجة الدكتوراه من جامعة “كاليفورنيا الغربية” وتتركز أبحاثها على البيولوجيا العصبية الشخصية ونظريات تربية الأبناء، وهي المديرة التنفيذية لمركز الصحة في “باسادينا”، وشاركت الدكتور “دانيال جي سيجيل” في كتب عدة منها: “طفل المخ الكامل”، و”المخ الإيجابي” و”قوة الحضور”.