إضاءات على انتصارات الصحابة في هذه الحقبة (رضوان الله عليهم)
إضاءات على انتصارات الصحابة في هذه الحقبة (رضوان الله عليهم)
رغم كل المآسي والأحزان التي دارت في تلك الفترة من التاريخ الإسلامي ومحاولة التسليط الضوء عليها والترويج لها بزعمهم أنها كانت فترة ظلامية ودموية؛ فإن هناك إضاءات وصفحات من نور وفتوحات وتغيرات في شكل الحكم والسياسة والدولة لم يسبق للتاريخ الإنساني بأكمله أن رأى لها مثيل أو شبيه.
فقد هزمت الفرس في زمن أبو بكر الصديق هزيمة نكراء بعد أن تجهَّزوا لقتال المسلمين في العراق على يد خالد بن الوليد في معركة ذات السلاسل وكان نصرًا مبينًا.
أما عن عمر وخلافة عمر (رضوان الله عليه) فقد كان بابًا على الفتن وسيفًا منصورًا وحكمًا عدلًا انتصرت ركابه في القادسية وأخرج على يده “الأربطون” منها إلى القدس التي تحصَّن فيها التي فتحت هي الأخيرة على يد جنوده (رضوان الله عليهم) بعد زمن من ذلك؛ وعاد مسرى رسول الله إلى أحضان الخلافة الإسلامية على يديه، وفتح تستر والسوس وأسر الهرمزان كذلك.
ولم تكن خلافة عثمان بن عفان أقل سخاءً وهناءً من ذلك باستثناء سنواتها الأخيرة، فقد زاد مال المسلمين في عهد ذي النورين وعم الرخاء والسعة وكان له من الفتوحات والانتصارات ما كتب الله من الظفر والغلبة، إلى جانب جمعه للقرآن وأمره بكتابته في مصحف واحد خوفًا عليه من الضياع، فحفظ الله به الذكر وكان سببًا في حفظ الدين.
وغير ذلك من فضائل علي (رضي الله عنه) من قتاله للخوارج وكف شرورهم وفتنتهم عن المسلمين، وإلى جانب حفظه للأمانة وصبره على الأذى والظلم وجهاده في الله حق جهاده هو وكل الأصحاب.
الفكرة من كتاب حقبة من التاريخ
حظيت فترة الصحابة (رضوان الله عليهم) لا سيما بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بحظ وافر من الأحداث المزلزلة والمنعطفات السياسية والصراعات المسلحة والمواجهات التي غيرت مجرى التاريخ الإسلامي من بعدها، ونتج عن هذه الفتن والملاحم تغيرات جذرية ظهر على أثرها حركات ومذاهب وجماعات ونحل وطوائف كان بعضها بمثابة دين نقيض وموازٍ يحاول الفتك بجسد هذه الأمة من داخلها، ومن بين أهم هذه الصراعات هو الصراع السني الشيعي الذي بدأ من “عبد الله بن سبأ اليهودي” إلى صورته المذهبية الأخيرة التي انتهى إليها ونعرفها اليوم باسم “الشيعة”، ولتكون على مقربة من تلك الأحداث ستجد في هذا الكتاب سردية تاريخية موضوعية لما حدث من فتن في ذاك الزمن وما نتج عنها، حاول المؤلف جاهدًا توضيح حيثياتها لرفع اللبس الحاصل في شأن ملابسات تلك الفترة، ولدرء التهم عن شخوص مجموعة كبيرة الصحابة (رضوان الله عليهم).
مؤلف كتاب حقبة من التاريخ
عثمان بن محمد الخميس الناصري التميمي: كويتي الجنسية، حاصل على شهادة الماجستير في الحديث النبوي، كما حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، تلقَّى التعليم الشرعي على يد الشيخ الراحل محمد بن صالح العثيمين (رحمه الله)، وشغل منصب موجِّه أول في وزارة الأوقاف، كما كان رئيس مدرسة ورثة الأنبياء، وخطيبًا وإمام مسجد ومحاضرًا جامعيًّا في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة الكويت، ومن بين مؤلفاته: “من هو المهدي المنتظر”، و”شبهات وردود”، و”من القلب إلى القلب”، و”منهج الحق في العقيدة والأخلاق”.