إشكالية التاريخ والهوية اليهودية
إشكالية التاريخ والهوية اليهودية
يطلق المؤلف أولى طلقاته على البروباجندا اليهودية، حيث يعمد بطرح إمكانية وجود تاريخ يهودي مستقل للنقاش إلى خلخلة المسألة اليهودية من جذورها الأصلية، فاليهود بحكم شتاتهم وتناثرهم بين الأمم المختلفة لم تجمعهم يومًا ما حضارة مستقلة، ولذا ليس ثمة تاريخ واحد يربطهم جميعًا، فكل مجموعة قد عاشت تاريخها المستقل عن الأخرى في ظل الحضارة التي اكتنفتها، وعلى ذلك فالحديث عن مصطلحات معبأة أيديولوجيًّا كـ”التاريخ اليهودي” و”الهوية اليهودية”، هو محض سراب تمامًا كالحديث عن يوتوبيا في الفكر الأفلاطوني! ويظهر ذلك جليًّا في الاختلافات اللغوية والثقافية، بل وحتى الحضارية بين اليهود بعضهم وبعض كنتيجة لاختلاف الحضارات التي اكتنفتهم خلال حقب التاريخ المختلفة، وترتبط فكرة الشتات لدى اليهود بمسحة دينية نوعًا ما، إذ يؤمن اليهود بعقيدة المخلِّص الذي سيأتي في آخر الزمان ليجمع شتاتهم، ومن هنا يُفهم أن الشتات أقرب إلى الاختيار منه إلى الإكراه كما يُفهم سبب بعض الدعاوى اليهودية من قبل المتديَّنين والأصوليين في رفض ما يسمى الآن بدولة إسرائيل.
وكنتيجة لهذا التخبُّط الإثني والعرقي وتعدُّد الموروث الثقافي برزت مشكلة تحديد الهوية اليهودية، فنشأت اتجاهات عدة للإجابة عن سؤال مَن اليهودي؟ وتمثِّل أبرز تلك الاتجاهات في اللجوء إلى المعيارين العرقي والعقدي، وتبعًا لذلك يُعرف اليهودي أنه من وُلد لأم يهودية أو تهوَّد بحسب الشريعة، ويتفرَّع عن كلا المعيارين مجموعات مختلفة من اليهود كالآتي:فمن الناحية العرقية ينقسم اليهود إلى: السفارديم، ويهود الشرق والعالم الإسلامي، والإشكناز، ومن الناحية العقدية ينقسم اليهود إلى: يهود إثنيين، وهم من انسلخوا من موروثهم العقدي والديني وفقدوا مظاهر العبادة والتنسُّك في معاملاتهم، ويهود مؤمنين، وهم من اعتنقوا أو تمسَّكوا بصورة أو بأخرى ببعض موروثهم العقدي ويمكن تقسيمهم إلى: الأرثوذوكس والإصلاحيين والمحافظين.
الفكرة من كتاب مقدمة لدراسة الصراع العربي الإسرائيلي
“السياسة لا تعرف الأصدقاء الدائمين، ولا حتى الأعداء الدائمين، ولكن فقط تعرف المصالح الدائمة”!
يعد هذا الكتاب تشريحًا للعقلية الإمبريالية الغربية، كما يعد في الوقت ذاته سجلًّا يتناول الجذور التاريخية للصراع العربي الإسرائيلي ويحلِّل المعطيات والأسباب والنتائج التي أسهمت في نشأة الحركة الصهيونية، كما يتعرَّض بالنقد للمبادئ الحاكمة للمسألة اليهودية، ويلقي الضوء على سياسات الدول العظمى وكيف تتم صياغة العلاقات بين الدول.
مؤلف كتاب مقدمة لدراسة الصراع العربي الإسرائيلي
عبد الوهاب المسيري: كاتب ومفكر عربي، وُلد في دمنهور 1938، حصل على درجة الماجستير عام 1964 (من جامعة كولومبيا)، ثم على درجة الدكتوراه عام 1969 من جامعة رَتْجَرز Rutgers ، كما عمل أستاذًا زائرًا في أكاديمية ناصر العسكرية، وجامعة ماليزيا الإسلامية، وعضو مجلس الخبراء بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام (1970 – 1975)، ومستشارًا ثقافيًّا للوفد الدائم لجامعة الدول العربية لدى هيئة الأمم المتحدة بنيويورك (1975 – 1979)، تُوفِّي فجر يوم الخميس الموافق 3 يوليو/تموز 2008 بمستشفى فلسطين بالقاهرة عن عمر ناهز السبعين عامًا بعد صراع طويل مع مرض السرطان.
ومن أهم أعماله: موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية.. نموذج تفسيري جديد (ثمانية مجلدات)، ورحلتي الفكرية.. سيرة غير ذاتية غير موضوعية، وفي البذور والجذور والثمار، والعلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة (جزءان).