إسهام المقاهي في المعرفة والسياسة والأدب

في ألمانيا تناولوا القهوة للمرة الأولى سنة ١٦٧٠م، وافتتح أول مقهًى في «هامبورج» سنة ١٦٧٩م على يد تاجر إنجليزي، وبعدها افتتحت مقاهٍ عديدة في أرجاء البلاد، ولما رأى «فريدريك العظيم» المال الكثير الذي يُدفع للتجار الأجانب مقابل حبوب البن، حاول تقييد احتساء القهوة، ودعا شعبه عام ١٧٧٧ إلى شرب الجِعَة بدلًا من القهوة، لكن أعاق جهودَه حبُّ الناس للقهوة، فبادر في عام ١٧٨١م باحتكار القهوة، ومَنَعَ تحميص البن في أي مكان باستثناء المنشآت الملكية، فعاد عليه ذلك بأموال طائلة، ولم تصمد تلك الإجراءات وغيرها أمام الجاذبية القوية للقهوة، وفي النهاية صارت القهوة جزءًا من المجتمع الألماني، وظلت المشروب المفضل لديهم.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

وفي بريطانيا وردت القهوة في عديد من المراجع في بداية القرن السابع عشر، وقد افتتح أول مقهًى إنجليزي عام ١٦٥١م، على يد رجل أعمال يهودي لبناني اسمه «يعقوب» وسمَّى المقهى «أنجل». وفي عام ١٦٥٥م افتتح صيدلي اسمه «آرثر تيليارد» مقهًى بجانب كلية «أُول سولز | All Souls»، وعَقد المؤيدون للملك «تشارلز الثاني» اجتماعات في المقهى، ونتج عن ذلك تأسيس النادي الكيميائي في إحدى غرف المقهى، ثم أصبح النادي «الجمعية الملكية» وهي الأكاديمية الوطنية للعلوم في المملكة المتحدة، وأعقبتها مؤسسات القهوة الأخرى في أكسفورد، كما وصلت «كامبريدج» وصارت جزءًا مهمًّا من الحياة الجامعية فيها.

وقد افتتح «باسكوا روزي | Pasqua Rosée» أول مقهًى في لندن عام ١٦٥٢م، وفي بعض المقاهي البريطانية كانت توجد طاولات لمواضيع معينة كالسياسة والأدب، ثم أصبحت بها غرف حسب الموضوعات التي تُناقش فيها، وكان للمقاهي دور أساسي في التغيير الاجتماعي في إنجلترا. وقد حمى العرب نباتات البن بحَميَّة وحذر بالغ، لكن الهولنديين سرقوا بعض الشتلات من اليمن عام ١٦٩٦م، ونقلوها إلى «باتافيا»، كما هُرِّبت شتلات إلى إنجلترا، ومُنِحت الحديقة الطبية الملكية في باريس عينة منها، فزُرِعَت العينات في أمستردام وباريس ولندن لتوسعة زراعة البن في مستعمرات بريطانيا وهولندا وفرنسا.

القهوة هي المشروب المفضل لدى كثيرين، واحتساؤها جزء أساسي من يومهم، وتتعدد أنواعها وطرائق إعدادها، ولكل محتسٍ لمسته الخاصة، لكن هل تعلم أن العرب لهم الفضل في اكتشاف هذا المشروب الرائع؟ وأن القهوة تجاوزت كونها مشروبًا لتؤثر تأثيرًا بالغًا في السياسة والاقتصاد والأدب والمجتمع؟ اصطحب قهوتك ولنطّلع على تاريخ القهوة من المنشأ حتى القرن الحادي والعشرين.

جوردون كير: ولد في مدينة «إيست كيلبرايد الإسكتلندية الجديدة»، وتخرج في جامعة «جلاسكو»، ثم انتقل إلى فرنسا، وبعد ذلك عَمِل في لندن في تجارة النبيذ، ثم في مجال التسويق لبيع الكتب والنشر، ثم أصبح كاتبًا متفرغًا، أَلَّف أعمالًا كثيرة في مجالات متنوعة، من ضمنها الفن والتاريخ والجريمة الحقيقية والسفر والفكاهة، ومن تلك الأعمال: كتاب: «A Short History of the Middle East: From Ancient Empires to Islamic State» وكتاب: «Mafia Men: Hoodwinkers, suckers and scams» ورواية: «The Partisan Heart»

معلومات عن المترجم: 
منتدى فايز علمي: مترجم متميز، من ترجماته:
قبل أن تبرد القهوة.
لماذا نأكل كثيرًا