إسهامات آدم سميث
إسهامات آدم سميث
قبل مجيء سميث كانت هناك إسهامات متنوعة في علم الاقتصاد، ولكن لم تكن توجد الكتابات التي تقدم تصورًا شاملًا وواضحًا كالذي جاء به آدم سميث، حيث وجه سميث مدى الكتابات الاقتصادية من طور الوصف إلى طور التحليل، محولًا بذلك اتجاه تفكيرنا في مبادئ الحياة الاقتصادية من الشكل القديم إلى شكل حديث ومميز، وذلك استنادًا إلى فهم جديد تمامًا للكيفية التي يعمل بها المجتمع البشري، كانت أهم ملامح هذا الفهم الجديد تتمثل في الآتي:
– استبدال النظرة القديمة للاقتصاد: كان علم الاقتصاد السياسي قبل سميث يركز فقط على زيادة مخزون البلد من الذهب، ﻷن النشاط الوحيد المنتج – قبل سميث – كان النشاط الذي يجلب الذهب داخل البلاد، فكان الفكر الاقتصادي في ذلك الوقت يقيس الثروة الوطنية بحسب ما تحتويه خزائن الدولة من ذهب وفضة، وعلى أساس هذه النظرة، شُيد صرح ضخم من الضوابط والإجراءات للحيلولة دون جفاف منابع ثروة الدولة، منها: الضرائب على الواردات، ودعم المصدرين، وحماية الصناعات المحلية، وسادت ثقافة الحمائية في الاقتصاد المحلي، مما أدى إلى نتائج كارثية.
– تفعيل إنتاجية التبادل الحر: أوضح سميث أن هذا الصرح الاقتصادي الهائل بُني على خطأ في نظرته المقتصرة لمفهوم الثروة والإنتاج، ولذا أتى بنتائج عكسية، كما ألمح أنه في ظل حرية التبادل يصبح كلا الطرفين أكثر ثراء، فما من أحد يشترك في عملية التبادل إذا كان يتوقع الخسارة.
كانت هذه الفكرة جديدة على الأذهان، لكنها كانت قوية وأدت إلى إحداث تحول فكري كبير في المذهب التجاري الذي كان سائدًا في تلك الفترة في أوروبا، وبهذا نجد أن سميث أعاد توجيه أنظار الاقتصاد السياسي إلى إثراء المستهلك من الناتج السنوي للأرض والعمل، وكانت هذه الفكرة هي أساس العصر العظيم للتجارة الحرة والتوسع الاقتصادي في القرن التاسع عشر.
– النظام الاجتماعي القائم على الحرية: لاحظ سميث أن الحرية والمصلحة الشخصية تعدان الضامن الأساسي لعملية التناغم الاجتماعي الذي من شأنه أن ينشأ تلقائيًّا بين الأفراد في أثناء سعيهم لتحصيل سبل معاشهم، والعمل مع بعضهم بعضًا، فالإنسان لا يستطيع العيش وحده منعزلًا عن الآخرين، فالتعامل مع غيره سيؤدي إلى تولد نظام اجتماعي متماسك دون الحاجة إلى تدخل الدولة تعسفيًّا.
الفكرة من كتاب آدم سميث: مقدمة موجزة
قبل مجيء سميث كانت هناك إسهامات متنوعة في علم الاقتصاد، ولكن لم تكن توجد الكتابات التي تقدم تصورًا شاملًا وواضحًا كالذي جاء به آدم سميث.
يعدُّ هذا الكتاب بمثابة مقدمة مختصرة عن الاقتصادي الكبير آدم سميث الأب الروحي للاقتصاد الحديث، حيث اشتملت موضوعاته على التحليل الشخصي والعلمي لمسيرته، مع إبراز أهم أفكاره التي كانت بحق محطات فاصلة في التاريخ البشري، وخاصة كتابه “ثروة الأمم” أحد أكثر الكتب تأثيرًا في التاريخ، الذي أحدث ثورة معلنة نشأة ما يسمى بعلم الاقتصاد الحديث، وكتابه الآخر “نظرية المشاعر الأخلاقية”، فالعالم قبل آدم سميث ليس هو العالم بعده.
مؤلف كتاب آدم سميث: مقدمة موجزة
إيمون باتلر: كاتب ومدير معهد آدم سميث. حصل على درجات جامعية في علوم الاقتصاد والفلسفة والنفس من جامعة سانت أندروز، وقد درَّس الفلسفة في كلية هيلزديل كوليدج بميشيغان، قبل أن يعود إلى المملكة المتحدة للمساعدة على إنشاء معهد آدم سميث في أواخر السبعينيات من القرن الماضي.
تولى منصب رئيس تحرير مجلة “بريتيش إنشورانس بروكر”، كما ألَّف كتبًا عن اقتصاديين أمثال ميلتون فريدمان، إضافة إلى كتب تمهيدية عن فون ميزس وآدم سميث لمعهد الشئون الاقتصادية، وله إسهامات كثيرة في الإعلام المقروء والمرئي والمسموع.
من أهم كتبه ومؤلفاته:
الاختيار العام.
ميلتون فريدمان.
أفضل كتاب في السوق.
المدرسة النمساوية في الاقتصاد.