إستراتيجية السومو
إستراتيجية السومو
إذا تساوى كل شيء عند طرفي النزال، وكان توازن القوة إلى جانبك، فإن إستراتيجية الجودو ليست خيارك الوحيد، بل يصبح “السومو” عندئذٍ أكثر إقناعًا، ويعد الخيار الأفضل بالنسبة لك، لأن العاملين الحاسمين في رياضة السومو هما (القوة والحجم)، ما يزيد من فرص فوز الشركات الكبيرة والقوية، يدعى لاعب السومو باسم (ريكيشي)، وعندما يبدأ النزال، يذهب كل ريكيشي إلى زاوية في الحلبة، ويرفع كل قدم عاليًا في الهواء، ثم يجلس كالقرفصاء، ويصفِّق بيديه، ويحاول إخافة خصمه بالتحديق به، قد تصل مدة الإحماء هذه إلى أربع دقائق في الفئة والمستوى الأعلى قبل أن يبدأ النزال، ثم يتبادلان النظر بعد ذلك كلاهما إلى عين الآخر ويندفعان في الوقت نفسه، والهدف هو امتلاك زمام المبادرة، وشن هجوم أو صده للفوز بالجولة.
إن شروط النصر في السومو بسيطة للغاية، الخاسر هو أول من يمسُّ الأرض بأي جزء من جسده ما عدا قدمية الحافيتين، أو من تخرج قدمه من الحلبة، وبالمقارنة نكتشف أن السومو بخلاف الجودو ليس فيها فن تعلم السقوط والعودة إلى الهجوم من جديد، فالنزال ينتهي حالما يسقط ريكيشي على الأرض.
إن القوة عامل مهم جدًّا في رياضة السومو، لذلك يحاول كل ريكيشي أن يستغل ثواني الإحماء التي تفصله عن القتال الجسدي باستعراض قوته لتحقيق ميزة نفسية حاسمة في قلب منافسه، وبالتالي إذا استطاع أحد المنافسين أن يزرع الخوف في الطرف الآخر، فإن النزال قد ينتهي قبل أن يبدأ باستسلام الطرف الآخر! كما أن القدرة على الهيمنة منذ بداية النزال هي ما يميز ريكيشي من المستوى الأول عن غيره من المستويات الأدنى.
كما أن القوة والحجم يمكنان لاعب السومو من شل حركة خصمه، ومنعه من استعمال أي قوة لمقاومته، إلى جانب أنها تمكِّنه من دفع خصمه بضربات قوية متتالية إلى خارج الحلبة في ثوانٍ معدودة، كما أن أي ريكيشي مثالي ينبغي أن يتحلَّى بتوازن القوة، والروح المعنوية العالية، والمهارة في استخدام التقنيات القتالية، إذ إن ذلك يمكنه إضافةً إلى القوة والحجم من الفوز بالنزال.
الفكرة من كتاب إستراتيجية الجودو.. الاستفادة من نقاط قوة خصمك لمصلحتك
تؤدي الاستعارة دورًا مهمًّا في العمل، إذ تساعد على تنظيم الحقائق والبديهيات، كما تسمح لك بالتعبير عن الأفكار بطريقة حيوية، إلى جانب أنها أداة تحفيز يسهل فهمها ويصعب نسيانها، وهذا الكتاب مبني على استعارتين: الأولى متعلقة برياضة الجودو اليابانية، التي تتطلب سرعة ورشاقة، وتمكن من التفوق على المنافس في المناورة، كما تكمن قوتها الحقيقية في تحويل وزن وقوة خصمك إلى مصلحتك، ومن خلال استعارة مبادئ رياضة الجودو يمكن للشركات الصغيرة التغلُّب على منافسيها الأقوياء، إذ إنها تمكنك من إزعاج منافسيك بالاستفادة من حجمهم وقوتهم ضدهم، وبالتالي تساعدك على النجاح، والاستعارة الثانية متعلقة برياضة السومو اليابانية، التي تعتمد على الحجم والقوة من أجل الفوز على المنافسين.
مؤلف كتاب إستراتيجية الجودو.. الاستفادة من نقاط قوة خصمك لمصلحتك
ديفيد ب. يوفي : هو أستاذ إدارة الأعمال الدولية في كلية إدارة الأعمال في جامعة هارفارد، كما يترأس قسم الإستراتيجية وبرنامج الإدارة المتقدم، كما يعد مرجعًا في شؤون الإستراتيجية التنافسية والمنافسة الدولية، وهو عضو في شركة “إنتل” وعدة شركات تقانة أخرى، من كتبه:
Strategic Management in Information Technology.
POWER AND PROTECTIONISM
ماري كواك : هي أستاذ مساعد في مجال البحث بكلية إدارة الأعمال في جامعة هارفارد، وتنشر مقالاتها في مجلة Sloan Management Review.
معلومات عن المترجم:
مروان سعد الدين: حاصل على إجازة في اللغة الإنجليزية وآدابها من جامعة دمشق 1995، يعمل مترجمًا، وقد نقل إلى العربية كثيرًا من المؤلفات الأدبية والسياسية والاقتصادية، ومنها:
تصفية الخونة.
الانهيار.