إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي
إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي
علينا أخذ الأعمال غير المشروعة في الاعتبار، حتى يمكننا التخطيط لإحباط مثل تلك الأعمال قبل فوات الأوان، ومن جملة تلك الأعمال المراقبة والمطاردة والتحكم، ستستغل وكالات الاستخبارات بكل تأكيد الذكاء الاصطناعي لأجل أهدافها الخاصّة، وسيمتد الأمر إلى الشركات وشبكات التواصل حيث يمكنها تتبع المعلومات وبيانات الشخص، ثم بيعها للمستفيدين.
سيكون هناك أيضًا تحكم في البيئة المعلوماتية، ومن ثم تغيير آراء الناس وما يؤمنون به والتحكم في قراراتهم المختلفة، كما في الحملات الدعائية التي تستخدم كأدوات للحرب أو للهيمنة السياسية، وبجانب ذلك هناك “التزييف المتعمق” وهو تكوين محتوًى مرئي ومسموع لأي شخص يفعل ويقول أي شيء تقريبًا.
ستصل المساوئ إلى استخدام الآلات الذكية باعتبارها أسلحة فتاكة ذاتية التشغيل، وظهر ذلك مع الاحتلال الإسرائيلي في سلاحه المعروف بـ”هاروب”، ومع الوقت سنرى “درون” دقيقًا مضادًّا للأفراد، فقد تستخدم تلك الآلات الحديثة لمحو عرق كامل أو أتباع دين وطائفة معينة.
وليس تخوفنا من هذا فحسب، لكننا سنواجه مشكلات بخصوص العمل، فمع التطور التقني ستزيد العمالة التقنية وستقل العمالة البشرية، ستندفع أغلب الصناعات والخدمات ناحية الأتمتة -أي جعلها أوتوماتيكية- وتقليل العمالة، وستختفي ملايين الوظائف مثل السائق والوظائف الإدارية ووظائف خِدْمات العملاء والمبيعات والترجمة، لذا فنحن في حاجة إلى تغيير المجتمع والاقتصاد والتعليم وإعادة تشكيلهم، بحيث نُوجِد أعمالًا لا يمكن لغير البشر تقديمها وأداؤها.
الفكرة من كتاب ذكاء اصطناعي متوافق مع البشر: حتى لا تفرض الآلات سيطرتها على العالم
في منتصف القرن الفائت حاولنا تقليد الذكاء البشري ومضاهاته وصنع آلات تماثله، والآن، أصبح الذكاء الاصطناعي والآلات الذكية مظهرًا من مظاهر حضارتنا الصناعية، وكل الشركات في وقتنا الحالي تسعى إلى السيطرة على هذا المجال. سيهيمن هذا المجال على مستقبلنا بكل تأكيد، وسيتخطى الذكاءُ الاصطناعي مقدرةَ البشر، وهناك احتمال أن يتحكم في اختياراتنا وقراراتنا، فماذا سنفعل إذا حدث هذا في المستقبل؟
من الممكن أن يكون هذا الحدث هو آخر الأحداث البشرية، ومعه ستُمحى الحضارة التي استمرت لآلاف السنين، لذا يجب أن نخطط حتى لا تحدث السيطرة من قِبل الآلات، ونحتاج في هذا التخطيط إلى الإجابة عن جملة من الأسئلة وهي: ما الذكاء؟ وما المشكلات التي ستنجم عن غرس الذكاء في الآلات؟ وماذا يمكننا أن نفعل لتجنب تلك المشكلات؟
يجيب الكتاب عن هذه الأسئلة، ويقدم إلينا طريقة جديدة للنظر إلى الذكاء الاصطناعي، حتى تبقى الآلات في خدمة البشرية.
مؤلف كتاب ذكاء اصطناعي متوافق مع البشر: حتى لا تفرض الآلات سيطرتها على العالم
ستيوارت راسل : أستاذ علوم الكمبيوتر والهندسة بجامعة كاليفورنيا، عمل في منصب نائب رئيس مجلس الذكاء الاصطناعي وعلم الروبوتات الذي يتبع المنتدى الاقتصادي العالمي، وعمل في الأمم المتحدة مستشارًا للحد من التسلح.
من مؤلفاته:
الذكاء الاصطناعي: مقاربة حديثة.
معلومات عن المترجم:
مصطفى محمد فؤاد: تخرج في جامعة عين شمس في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الألسن، وعمل في “دار الفاروق للاستثمارات الثقافية” ووصل فيها إلى منصب نائب رئيس الترجمة، وهو الآن مراجع أول لدى “مؤسسة هنداوي”.
أسامة إسماعيل عبد العليم: تخرج في جامعة الأزهر كلية اللغات والترجمة، وعمل مترجمًا لدى شركة “المسافر” التي تتبع مجموعة “سيرا”، وانتقل بعد ذلك إلى شركة “نجوى”، وعمل مترجمًا فوريًّا مع عديد من الجهات والمنظمات الدولية والمحلية، وهو حاليًّا مترجم أول لدى “مؤسسة هنداوي”.