إزالة العقبات
إزالة العقبات
حان الوقت لتفعيل المبدأ الثاني الذي يضمن لك تحقيق ما تسعى إليه خلال رحلة تعلمك، وهو “علاج مشكلات التركيز” التي يُمكن حصرها في ثلاثة أنواع: أولها عدم القدرة على بدء التركيز، وهو ما نسميه بالتسويف أو المماطلة، يواجه هذا النوع أكثرنا وخصوصًا مع كثرة الملهيات التي تحيط بنا، فبدلًا من البدء في إنجاز المهام الأساسية، تجد نفسك تنشغل بإنجاز مهام أخرى ليست في جدولك حتى يقترب الموعد النهائي للتسليم، فتضطر إلى التوقف عن التسويف والبدء في التركيز لإنجاز المهمة، وعلاج التسويف يبدأ بمعرفة “متى تسوف”، فالمشكلة أنك عندما تبدأ في التسويف لا تعي أنك تسوّف، بل تضع أسبابًا تمنعك من إدانة نفسك بالمماطلة، كأن تقول “الحياة ليست عملًا طوال الوقت
علينا أن نستمتع قليلًا”، والمشكلة ليست في هذا المعتقد، بل في منعه لك من تحليل تصرفك ودافعك الحقيقي إلى عدم إنجاز ما عليك، فأنت لجأت إلى التسويف لأنك لا ترغب في تنفيذ هذه المهمة، أو لوجود مهمة أخرى ترغب في تنفيذها، والخطوة الأولى في الحل هي قدرتك على تحديد ميلك إلى التسويف ووقت حدوثه، ثم تأتي الخطوة الثانية وهي الاستعانة بأدوات ذهنية تساعدك على تخطي التسويف، منها “قاعدة الخمس دقائق”، فإذا كان البدء في المهمة صعبًا، ما عليك سوى إقناع نفسك بالعمل لمدة خمس دقائق قبل أن تتوقف لفعل شيء آخر، هذه الخمس دقائق تُزيل شعور النفور من أداء المهمة التي تُريد إنجازها، وكلما زال النفور يمكنك تجربة تقنية أصعب، كالعمل بتقنية “البومودورو تكنيك | Pomodoro Technique” لمدة 25 دقيقة والاستراحة خمس دقائق.
والآن بعد أن أصبحنا قادرين على البدء في التركيز، تأتي المشكلة الثانية وهي “المحافظة على التركيز” والتغلب على “التشتت”، وحل المشكلة يكمن في ثلاث خطوات هي: أولًا: تهيئة محيطك وإزالة مصادر الإلهاء كإغلاق الهاتف والابتعاد عن الضجيج الذي يشتت انتباهك، وثانيًا: تحديد طبيعة المهمة واختيار الوسيلة الأفضل لتنفيذها، وثالثًا: قدرتك على التعامل مع مشاعرك السلبية والقلق وأحلام اليقظة، وهنا ينبغي العمل بنصيحة الباحثتين في مجال اليقظة الذهنية “سوزان سمولي” و”ديانا وينستون” حول ضرورة عدم كبح الأفكار التي تشتت الذهن، بل السماح لها بالظهور ثم تحريرها، وهذا يقودنا إلى حل آخر مشكلات التركيز وهي “تحديد نوع التركيز المطلوب لأداء المهمة”، فليست جميع المهام تحتاج إلى القدر نفسه من التركيز.
الفكرة من كتاب التعلم الفائق: أتقن المهارات المهنية – تفوق في المنافسة – سارع إلى تحقيق الإنجازات
حينما نستمع لقصة شخص تعلم أربع لغات في عام، نظنه ذا مهارات وقدرات استثنائية، لكن الكاتب يقول لنا إن هذا الشخص وغيره من الأشخاص الذين نراهم استثنائيين هم في الواقع متعلمون فائقون، اتبعوا مجموعة من المبادئ خلال رحلة تعلمهم مكنتهم من تحقيق هذه الإنجازات، ويمكن لأي شخص السَّير على نهجهم وتحقيق أهدافه الشخصية والمهنية التي يحلم بها.
مؤلف كتاب التعلم الفائق: أتقن المهارات المهنية – تفوق في المنافسة – سارع إلى تحقيق الإنجازات
سكوت هـ. يونج: كاتب مهتم بالتدوين عن الموضوعات الخاصة بالتعلم وزيادة الإنتاجية منذ عام 2006م، عُرف بتوثيق تحدياته الخاصة بالتعلم الفائق، منها: دراسته المواد الخاصة بعلوم الكمبيوتر في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في عام واحد بدلًا من أربعة أعوام، واجتياز جميع الاختبارات وتسليم المشاريع البرمجية، وتعلمه أربع لغات خلال عام، وأخيرًا تعلمه رسم الصور الشخصية خلال ثلاثين يومًا.
من مؤلفاته:
Learn More, Study Less
Holistic Learning: How to Study Better, Understand More and Actually ‘Get’ What You Want to Learn